mardi 31 août 2010

نداء إلى المرأة المسلمة في العالم الإسلامي



نداء إلى المرأة المسلمة في العالم الإسلامي

لقد خلقك ربك وسواك في أحسن الصور وأبهاها وأجمل قوام وأروعه، وجعل سكينة الرجل وسعادته لاتتم إلا بالتوحد بك ومعك جنسيا وعاطفيا وفكريا لذلك فالرجل يطلبك ولا تطلبينه وينفق عليك كل غال ونفيس طلبا لرضاك لأن في رضاك سعادته وهناءه دنيا وآخرة.
أما الحركات الإسلامية والأحزاب السياسية والحكومات في العالم الإسلامي .. فهم جميعا يستغلونك ويوظفونك لقضاء مآربهم ومصالحهم واتخاذك مصعدا للفوز بكراسي الحكم والنفوذ لا غير، إن أمرك الإخواني بواجب فلفرض سيطرته وتلبية لنزواته واستجابة لعادات أوحى بها إليه ذهنه المريض أو شيخه الميت أو زعيمه المتاجر بآيات الله والمحرف لها ابتغاء الفتنة والتحيز إلى فئة.. و إن أمرك السياسي المعارض بالإنتماء إلى معارضته وحزبه فليخوف بك رجال السلطان علّهم يمنّون عليه بفتات موائدهم من الحكم والنفوذ... أما قرارات السلط السياسية في العالم الإسلامي .. وإنجازاتها فقد حولتك أيتها الطاهرة العفيفة ، وحولت أخواتك إلى سلعة تباع وتشترى في أسواق النخاسة: في وسائل الإعلام المختلفة صوتك و جمالك لإشهار سلع المستكرشين و المستكبرين في الأرض والظلمة لعمالهم في مصانعهم... أكرهوك على دور الخناء والنزل وأماكن الترفيه .. لتدنيس عفتك وطهرك مع أن خالقك قد فرض على أبيك أو زوجك أوالدولة – دولة التوحيد - التكفل بكل مصاريفك وكل احتياجاتك..شجعوك على العمل في الشركات والمؤسسات لاستغلالك فيما لم تخلقي من أجله وهو الإنفاق على نفسك وعيالك وزوجك حتى فقدت بهائك وجمالك ونضارتك... وانصرفت عن مهمتك الحقيقية في رعاية الأجيال .. و تربيتهم .. و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و السعي الجاد لإقامة دولة التوحيد من أجل صالح جميع المسلمين في العالم .. لقد أرهقوك يا سيدتي بدنيا ونفسيا حتى كرهوك في جمال الحياة وروعتها.
إن الأحرى بك أيتها الطاهرة العفيفة أن تكفري بربوبية هؤلاء المجرمين جميعا - الأموات غير الأحياء وما يشعرون - العاجزين عن النفع والضر ولو لأنفسهم وتستضيئي بنور ربك في القرآن لإحياء نفسك وأخيك الإنسان وتبحثي لك عن مسلم مثلك لا يخضع إلا لأوامر الله عز وجل خالقكما من نفس واحدة ، يكون لك لباسا وتكونين له لباسا تستران بعضكما بعضا وتوحدان الله ناصركما ومحقق سعادتكما.
اتحدي أيتها المسلمة الطاهرة مع حبيبك وزوجك وأبوك وأخوك المسلم لإقامة "دولة التوحيد " في العالم دولة الرب الحقيقي , لنصرة المستضعفين من النساء والرجال والولدان والقضاء على دول المستكبرين والطواغيت والظلمة والمجرمين في الأرض...
تحرري من أغلال هؤلاء الأرباب المزيفين فلن يضروك بشيء ولن ينفعوك مادمت مع الله.
فالله يمقت هؤلاء الحكام لأنهم يقولون ما لا يفعلون ويذيعون قرآنا يلعنهم ويلعن سدنتهم من الكهان المتاجرين بالدين ليل نهار...
وتمتعي بالحياة كما شاءت لك روحك الطاهرة.
*islam3mille.blogspot.com

http://www.elaphblog.com/islam3000

http://www.elaphblog.com/daawatalhak

http://www.elaphblog.com/islamonegod
mohamhamedsalembenamor21@yahoo.fr
بقلم : محمد بن سالم بن عمر - كاتب و ناقد تونسي

مفاهيم جاهلية تهيمن على خطاب
الحركات الإسلامية ؟
من أشد المفاهيم الجاهلية التي تهيمن على خطاب الحركات الإسلامية في العصر الحديث اعتبار قتلاهم "شهداء " ؟
فقتلى " حماس " شهداء " كما قتلى حزب الله اللبناني .. و قتلى إيران
و غيرها من الحركات و الأحزاب و الدول "الإسلامية" ؟
فكل يدعي وصلا بليلى و ليلى لا تقر لأحد من هؤلاء ...؟
لماذا و كيف ؟
نلاحظ بادئ ذي بدء أن كل آيات القتال في سبيل الله ما تنزلت على النبي محمد صلى الله عليه و سلم إلا بعد أن استطاع النبي الكريم و صحابته رضوان الله عليهم ، إنشاء أول دولة في الإسلام إبان ما سمي بالقرآن المدني ...
و لعل أولى هذه الآيات قد تمثلت في الإذن للمؤمنين بالقتال دفاعا عن أنفسهم و عن دولتهم الفتية " أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا و إن الله على نصرهم لقدير. الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله" سورة الحج المدنية الآيتين 39 و 40
إذن شرع القتال للمؤمنين من قبل الله عز وجل بعد أن تمكن المؤمنون من إنشاء أول دولة تدين بالإسلام في جميع مرافق الحياة العقائدية و التشريعية و القضائية و السياسية ... حينئذ أتى أمر الله بالقتال في سبيل حماية المؤمنين و حماية مجتمعهم الإسلامي الفتي من الأعداء المتربصين .. حتى يستطيع المؤمنون عبادة ربهم في أمن و سلام... فأن يقاتل المؤمن لإعلاء كلمة الله و نصرة إخوانه من المؤمنين الموحدين ..تحت راية "دولة التوحيد" فإن مات كان بإذن الله شهيدا " في سبيل الله " ... أما أن يقتل إنسان "انتحارا" أو دفاعا عن وطن أو دفاعا عن بني وطنه .. أو عن حكومات أو دول لا تقيم أي اعتبار لشريعة الله المفصلة في القرآن الكريم فلا يمكن اعتبار موت هذا الإنسان " شهادة في سبيل الله بأي وجه من الوجوه ... بل يعتبر قد ما ميتة جاهلية دون أدنى شك أو ارتياب. ومن له أدنى دليل ضد هذا المعنى فليأتني به ؟
http://daawatalhak.elaphblog.com/posts.aspx?U=4211&A=61305

http://www.elaphblog.com/posts.aspx?u=3715&A=518
84

http://www.elaphblog.com/islam3000

http://www.elaphblog.com/daawatalhak

http://www.elaphblog.com/islamonegod

*islam3mille.blogspot.com

http://www.elaphblog.com/islam3000

http://www.elaphblog.com/daawatalhak

http://www.elaphblog.com/islamonegod
mohamhamedsalembenamor21@yahoo.fr
بقلم : محمد بن سالم بن عمر - كاتب و ناقد تونسي

دراويش

سيد ظافر أنا لا أصفكم بالدراويش جزافا ... بل لأنكم فعلا تعيشون كالدراويش خارج كل الأطر العقلية و الحضارية و الشرعية للدين الإسلامي الذي تدعون انتماءكم إليه ... فالرسول الكريم صلى الله عليه و سلم قد بادر منذ بدايات دعوته بوحي من الله إلى البحث عن النصرة لدين الله و أيجاد سلطة تنفيذية - انشاء الدولة الإسلامية - لتطبيق مبادئ الإسلام و شريعته العادلة على المؤمنين و غير المؤمنين ... أما أنتم دراويش الإسلام فتتمسكون بالعبادات و الطقوس الإسلامية دون النفاذ إلى جوهر الإسلام الذي جاء رحمة للعالمين ... و غباءكم و دروشتكم قد حولت هذا الدين العظيم إلى مسخرة العالم المتقدم لأن الناس إنما يحكمون على الإسلام من خلال الذين يدعون الإنتماء إليه وهو منهم براء براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام . أما عن البرقية فحتما ستكون تافهة و غبية تفاهة ما تحبرون و تكتبون ...؟ لأنكم أغبى من أن تقدموا حلولا عملية و مفيدة لرجل دولة مسؤول عن رخاء و تقدم أمة إسلامية تعد مليار و نصف المليار من البشر . ؟

http://www.elaphblog.com/islam3000

http://www.elaphblog.com/daawatalhak

http://www.elaphblog.com/islamonegod


دخول الجنة ؟

قال دراويش الإسلام : "لن يدخل الجنة إلا من كان مشهدا ؟"
ما شاء الله كلكم ستدخلون الجنة حسب هذه الأحاديث ... مع أن قائل هذه الآحاديث نفسه قد هدده ربه بدخول جهنم و حصد غضب الله عليه بمجرد أن كاد الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم أن يركن للكفر و أهله بعض الشيء يقول عز وجل : " و إن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره و إذا لاتخذوك خليلا . و لولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا . إذا لأذقناك ضعف الحياة و ضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا ." سورة الإسراء الآيات 73 و 74 و 75 :

ما الفرق بينكم و بين اليهود و النصارى الذين ادعوا مثلكم بأنه " لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى"
أخي الدرويش : استق مفاهيمك عن الإسلام من منزل القرآن وحده دون سواه لأنه وحده من بيده مفاتيح الجنة و مفاتيح النار . ؟ أما هذه الآحاديث التي المتناقضة .. التي تبرر لكل أشكال الجهل و الكفر و الشرك بالله فلا يمكن اعتمادها حجة مطلقا.
"و لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كبيرا ".

*islam3mille.blogspot.com

http://www.elaphblog.com/islam3000

http://www.elaphblog.com/daawatalhak

http://www.elaphblog.com/islamonegod
mohamhamedsalembenamor21@yahoo.fr
بقلم : محمد بن سالم بن عمر - كاتب و ناقد تونسي


http://www.elaphblog.com/islam3000

http://www.elaphblog.com/daawatalhak

http://www.elaphblog.com/islamonegod




دخول الجنة ؟

قال دراويش الإسلام : "لن يدخل الجنة إلا من كان مشهدا ؟"

ما شاء الله كلكم ستدخلون الجنة حسب هذه الأحاديث ... مع أن "قائل" هذه الآحاديث نفسه قد هدده ربه بدخول جهنم
و حصد غضب الله عليه بمجرد أن كاد الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم أن يركن للكفر و أهله بعض الشيء يقول عز وجل : " و إن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره و إذا لاتخذوك خليلا . و لولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا . إذا لأذقناك ضعف الحياة و ضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا ." سورة الإسراء الآيات 73 و 74 و 75 : ما الفرق بينكم و بين اليهود و النصارى الذين ادعوا مثلكم بأنه " لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى" أخي الدرويش : استق مفاهيمك عن الإسلام من منزل القرآن وحده دون سواه لأنه وحده من بيده مفاتيح الجنة و مفاتيح النار . ؟ أما هذه الآحاديث المتناقضة .. التي تبرر لكل أشكال الجهل و الكفر و الشرك بالله فلا يمكن اعتمادها حجة مطلقا." و لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كبيرا ".

http://www.elaphblog.com/islam3000
http://www.elaphblog.com/daawatalhak
http://www.elaphblog.com/islamonegod


Abderraouf Ben Chamakh
مشاكل الامة الاسلامية متعددة بحيث لم يعد بالامكان النظر إليها بسطحية كما لا يمكن قولبتها باسقاط حدث تاريخي و القياس عليه . فهذه الأمة تحتاج لكل مشكل و لكل قضية طريقة لحلها و تعدد الطرق هو الحل الذي من شانه ان يرسو بنا الى شاطئ السلام مع التا...ريخ و المستقبل .
الايمان بتعدد الحلول و ترك التعصب لراي او حزب او جماعة هو الحل الأمثل لامتنا.
الاخوان المسلمين.. حماس .. القاعدة .. حزب الله و غيرهم مما لا يتسع المجال للذكر هي من الحلول التي جادت بها الامة للدفاع عن مصالحها ضد من اجتمع حول القصعة. كل من هذه التنظيمات و المؤسسات رد على تحدي من التحديات التي كان على الدولة الاجابة عليها لكن في ظل صمتها و تخاذلها قام المدنيون بالرد. و هو دليل حياة لشعوبنا .. المشكل هو اعتيار كل من اتباع هذه المؤسسات عدو لمؤسسة اخرى و تكفير و ..و.. في حين ان الوقع يؤكد حاجتنا الى الجميع و بكل الطرق التي ابتكروها و الحلول التي وضعوها لمواجهة العدو.
الايمان بتعدد الحلول هو الحل الامثل لرص صفوف الامة صفا واحدا بالوان مختلفة متناسقة و باسلحة متعددة
بعد هذا لا يمكن ان نختلف على شهدائنا الإبرار الذين لهم رب رحمته اوسع من ملكه رب يغفر الذنوب جميعا الا ان يشرك به شيئا وربما من الشرك التعصب الى حزب او جماعة او فصيل .. رب قريب من عباده يجيب دعوة الداع .. رب يقول لعباده الذين اسرفوا على انفسهم ان لا يقنطو من رحمته.
ما اوسع الافاق التي خلقها الله و ما اضيق افاقنا
h, bien. Monsieur le membre du fameux Ittihad al-Kouttab at-Tounisiyyîn en personne.
Tabarakallah. Je ne savais pas que nos écrivains peuvent être aussi bêtes et dogmatiques et islamiteux d'un autre âge.
Hamma Hammtine
J'ai lu et relu ce commentaire.
Je suis revenu à "elaphblog".
J'ai lu les autres trouvailles de cet esprit curieux.
J'ai parcouru ses blogs "Islam 300" et "Daawatalhal".
J'avoue que j'en reste sidéré.
...Faites comme moi et vous ne manquerez point de vous amuser et de vous mettre en colère à la fois.
Le monsieur est porteur d'un nouvea

Il y a 14 heures • J’aimeJe n’aime plus •

Hamma Hammtine
Le monsieur est porteur d'un nouveau message. Il se dit porteur d'un nouveau message susceptible à ses yeux de revigorer l'Islam et de mettre les musulmans de toutes les contrées de la terre sur la voie du progrès.

Bref , à l'âge de quarante... ans , il se mobilise pour la propagation de sa "Da'Wa" ou message.

Le contenu de sa Daawa tourne autour de tueries diverses.
Il n'épargne dans son terrible projet personne.
Rois,chefs d'Etats,Fuqahaas (Jyriconsultes) et partisans de la laïcité, tout y passe. Et ce sans oublier les autodafés auxquels ils voue les livres du Fiqh, Du outtaa au " Tahrir et Tanwir.

Pièce maçitresse de son message: La création d'une entité groupant tous les pays musulmansqu'il lui donne poiur nom "Les Etats Unis Islamiques.

Pour lui , la libération de la Palestine passe par là.

Concernant les écoles Fiqhites , il demande de s'en passer ainsi que de la Sunna et de comprendre le Saint coran sans intermédiaire.
A la manière des Evangélistes ,quoi.




القرآن وحده مصدر التشريع في الإسلام
*islam3mille.blogspot.com

http://www.elaphblog.com/islam3000

http://www.elaphblog.com/daawatalhak

http://www.elaphblog.com/islamonegod
mohamhamedsalembenamor21@yahoo.fr
بقلم : محمد بن سالم بن عمر - كاتب و ناقد تونسي

"ومآ أتاكم الرسول فخذوه ومانهاكم عنه فانتهوا)" من أطاع الرسول فقد أطاع الله" "إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم" " شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا
و الذي أوحينا إليك و ما وصينا به إبراهيم و موسى و عيسى أن أقيموا الدين و لا تتفرقوا فيه... " *سورة الشوري الآية 13 .. " محمد رسول الله و الذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله و رضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة و مثلهم في الإنجيل .." إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون و يقتلون وعدا عليه حقا في التوراة و الإنجيل و القرآن ...
هذه جولة سريعة تبرهن أن ما شرعه الله للمسلمين في عهد النبي محمد صلى الله عليه هي نفس الشريعة التي كتبها الله عز وجل على أتباع بقية الرسل عليهم رضوان الله سواء أكانت في مجال العبادات أو المعاملات ... فشريعة الله واحدة منذ الأزل ... و كل الرسل عليهم السلام قد كلفوا بإبلاغ هذه الشريعة الإلاهية إلى أقوامهم ... و بتنزيل هذه الشريعة الواحدة إلى الواقع المعيش في أزمانهم ... و بالتالي أن يكونوا قدوة لأتباعهم في تجسيد ما أوحى الله به إليهم ... * و هذا لا يجادل فيه مؤمن قط ...*

لذلك كان الرسول محمد صلى الله عليه و سلم قدوة عملية في تنزيل الوحي مع مراعاة الظروف الحضارية و التاريخية لبني قومه .
فحتى الصلاة قد جاء في حقها : يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم ... فالمراحل الأساسية في الصلاة قد وضحها الله عز وجل . فالرسول هو أسوة جميع المؤمنين في تنزيل الوحي لا غير* و لا يجادل في ذلك إلا جاحد * و ليس في سن السنن و التشريعات كما تعتقدون
و إلا لاختلفت شريعة محمد صلى الله عن شريعة نوح و موسى و عيسى ... و هذا ما يفنده القرآن الكريم بتأكيده في كل مناسبة أن الله يريد أن يهدينا " سنن الذين من قبلكم ".
و ننسى أن القرآن قد أكد عديد المرات " و كل شيء فصلناه تفصيلا " " ما فرطنا في الكتاب من شيء" فإن توهمنا أن الرسول صلى الله عليه و سلم قد زاد عما شرعه الله في القرآن نكون قد كذبنا ربنا عز وجل تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا . كما أن الرسول قد تبرأ في القرآن من الذين قد فرقوا دينهم و كانوا شيعا قائلا : " و قال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا . فأنتم في السعودية قد اتخذتم من محمد بن عبد الوهاب ربا لكم تتبعون مذهبه من دون الله ... كما اتخذ غيركم مذاهب و مدارس فقهية تعد بالمئات معرضين عن شريعة الله المفصلة في القرآن الكريم ... اعتمادا على آحاديث جمعت بعد وفاة الرسول صلى الله عليه و سلم بعشرات السنين ؟ و قد كان صلى الله عليه و سلم قد نهى عن كتابة أقواله في حياته خوفا على أمته من اتخاذه مشرعا و ربا من دون الله كما اتخذ اليهود و النصارى من قبلكم " أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله و المسيح ابن مريم و ما أمروا إلا ليعبدوا إلاها واحدا لا إلاه إلا هو..." بينما قد خصص أكثر من 5 كتاب لكتابة الوحي الذي كان يتنزل عليه ...؟

Hatem Messaoudi
Une église baptiste de Floride organise une « journée internationale pour brûler le Coran » à la date anniversaire des attentats du 11 septembre 2001. L’initiative, dénoncée par des associations musulmanes, est vue comme une manifestation d...e la hausse de l’islamophobie aux États-Unis. L’église, Dove World Outreach Center invite à brûler le 11 septembre prochain des exemplaires du Coran devant ses portes à Gainesville, à quelque 500 km au nord-ouest de Miami. Elle encourage d’autres centres religieux à en faire autant, pour se souvenir des victimes des attentats et combattre « le démon de l’islam ». Selon le pasteur Terry Jones, qui organise cette manifestation, l’événement sert à montrer que l’islam et la charia ne sont pas les bienvenus aux États-Unis. Le pasteur a mentionné que son église a reçu des menaces de mort de groupes résistants. Ramsey Kilic, porte-parole du Centre pour les relations islamo-américaines, déplore l’augmentation de l’islamophobie en Floride et dans le monde.Le livre du pasteur Terry JonesPhoto: Dove World Outreach Center Le livre du pasteur Terry Jones Pour soutenir l’action du pasteur Jones, un groupe s’est formé sur Facebook, sur lequel se sont déversés ces derniers jours des commentaires haineux et xénophobes entre partisans et opposants à l’initiative. Sur sa page Internet, l’église animée par Terry Jones, auteur d’un livre intitulé « L’islam, c’est le diable » Si avec ça vous n’êtes pas convaincu de ce climat nauséabond d’islamophobie genéralisé ,je ne sait pas ce qu’il vous faut ! Mes frères et sœurs ,on vous le dit simplement : PREPARER VOUS AVANT DE FAIRE LA QUEUE DANS LES GARES DE TRAIN ! NOUS VIVONS CERTAINEMENT LA PERIODE DE FIN DES TEMPS MENTIONE A MAINTES REPRISES DANS LES HADITHS ! Sirat Alizza CortexHier, à 03:55 • Afficher davantage
Il y a 26 minutes • J’aimeJe n’aime plus • 1 personne

إن السعي الدائب للإنسان للخلود هي نزعة فطرية دون أدنى شك .. و قد استغل ابليس هذه النزعة الفطرية لدى أبينا آدم لإقناعه بالأكل من الشجرة التي حرم الله عليه الأكل منها ...

فاستجاب أبونا آدم عليه السلام تحت ضغط هذه النزعة الفطرية لوسوسة ابليس فكان مصيره " الإخراج من الجنة " إلى دنيا التعب و الكدح ... و قد أعطى الله لآدم و بنيه فرصة أخيرة للخلود إما في الجنة أو الخلود في النار ... و كل الناس بما فيهم الملحدون يعرفون جيدا طريق الخلود في الجنة
و طريق الخلود في النار ...؟
جعلك الله أخي المؤمن و إيانا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه حتى نخلد مع الأنبياء و الصالحين في جنة النعيم .
و كل عام و جميع المؤمنين الموحدين بألف خير.

http://www.elaphblog.com/islam3000
http://www.elaphblog.com/daawatalhak
http://www.elaphblog.com/islamonegod

أوقف عمر رضي الله عنه الحدود في في عام المجاعة و كان كيان الدولة الإسلامية الذي أنشأه الرسول صلى الله عليه و سلم لا يزال قائما في أوج فتوته و عطائه .. فما بالك بتطبيق حدود الله في ظل أنظمة كفر لا ترى في رحمة الله إلا الحدود الني ما تنزلت على النبي محمد صلى الله عليه و سلم إلا لحماية المجتمع المسلم من المنافقين و الملحدين و المفسدين في الأرض أمثال نزار النهري و من هم على شاكلته ؟؟؟ لأن المؤمن الصادق لا يمكن أن يزني أو يقتل أو يسرق ..؟؟
إن تطبيق حدود الله في ظل أنظمة الكفر هو جريمة شنيعة يستحق منفذها أن يقتل أو يصلب أو ينفى من الأرض لأنه بعمله الإجرامي هذا يكون قد صد عن سبيل الله ... و أقترح أن يطاح بعبدة محمد بن عبد الوهاب من آل سعود و بعث دولة التوحيد من جديد في السعودية حتى تعود للمسلمين عزتهم و قوتهم .
. *islam3mille.blogspot.com

http://www.elaphblog.com/islam3000

http://www.elaphblog.com/daawatalhak

http://www.elaphblog.com/islamonegod
mohamhamedsalembenamor21@yahoo.fr
بقلم : محمد بن سالم بن عمر - كاتب و ناقد تونسي

Arab_writer@googlegroups.com

الكواكبي ونقد الإستبداد:

مفهوم الإستبداد: يستعمل الكواكبي مصطلح " الإستبداد " مرادفا لعبارة الحكم المطلق الجائر، مقابلا إياه ب"الحكم العادل" و"الحكومة الحرة المنتظمة"، مع العلم أن الإستبداد لا يطابق في اللغة معنى الظلم، فالإستبداد في اللغة هو " الإبتعاد والإنفراد" وهو هنا الإنفراد بالرأي والحكم. يدلل الكواكبي عن مرجعيته الإسلامية في تعريف الإستبداد ، فهو حين يقرر أن المستبد يحيد عن الفطرة التي خلق عليها "فيرى نفسه كان إنسانا فصار إلاها". لا شك انه كان يستحضر قصة فرعون الواردة في القرآن والتي ادعى فيها الربوبية قائلا لبني إسرائيل : ﴿ ما علمت لكم من إله غيري﴾. إن فكرة ادعاء الألوهية من قبل المستبد كفيلة _ حسب الكواكبي _ بأن ترشحه إلى الظلم والجبروت وإتباع هوى النفس في إدارة شؤون المجتمع حتى يغدو هواه قانون المجتمع وشريعته، ويهيمن على جميع السلطات في إدارة الحكم، وبالمقابل تعيش الأمة الواقعة تحت الإستبداد مستعبدة ذليلة ليس لها في شؤونها حل ولا عقد، وإنما هي خاضعة لحاكم مطلق، إرادته قانون، ومشيئته نظام يحكم ما يشاء ويفعل ما يريد.!

http://islamonegod.elaphblog.com/posts.aspx?U=4373&A=55264

































العلمانية ؟
في أحد المواضيع اللتي طرحها المدون المتألق السيد محمد مغوتي ، واللذي كان بعنوان "عندما ينقلب السحر على الساحر" . أشتعل نقاش أيلافي دخل فيه عدة مدونين أفاضل حول العلمانية .
وقد بدأ هذا النقاش بعد رد كتبته على الموضوع يبين دور العلمانية في تسليع البشر و أيجاد معايير أخلاقية فاسدة نظرا لجعلها من الأنسان مصدرا للتقنين يشرع ما يشاء وفق رؤيته العقلية فقط ، دون الاعتبار لأي خطوط حمراء وضعها الله بأعتباره القوة الأعدل والأعقل على الإطلاق والتي لا يمكن مقارنتها بأي شيء في هذا الكون . مدللا على ذلك بلعبة مصارعة الثيران التي كانت محور موضوع السيد مغوتي .
حيث جاء في معرض ردي على الموضوع .
" هذه اللعبة الوحشية المنتشرة في اسبانيا والبرتغال والمكسيك والكثير من دول أمريكا الجنوبية.. وكذلك العاب دموية اخرى مثل مصارعة الحيوانات مع بعضها كالديكة والكلاب والمنتشرة في دول اسيا كلها تقريبا .هي العاب تبرز أكثر الصفات الحيوانية عند البشر .. وحتى في مجتمعات تمتنع عن توجيه ملياراتها التي تصرفها على كلابها وقططها الى جياع افريقيا واسيا اللذين بانت ضلوعهم من كثرة الجوع ويموت منهم العشرات كل يوم بسبب امراض الجفاف ونقص التغذية بحجة حقوق الحيوان ، نجد مثل هذه الالعاب الوحشية وقد اصبحت العاب شعبية .. هذه هي العلمانية التي تسلع كل شيء من الانسان وانتهاء بالقتل الوحشي مثل قتل هذه الثيران . فما دام العمل اللانساني يدر نقود ويصبح صناعة فلتذهب الانسانية الى الجحيم ... هل تعلم سيدي العزيز ان الأسلام يامر بقصر الصلاة في حالة السفر . الا سفر المحرمات ومنها السفر بقصد التلهي بالصيد . اي سفر الشخص غير المحتاج الى طعام للصيد تلهيا وترويحا عن النفس او رياضة كما يقال هذه الايام .. ففي حالة هذا السفر فان الاسلام يامر المسلم بان يتم صلاته باعتبار ان هذا صيد محرم لا انساني وعبثي لا تبرره ضرورة الجوع التي تبيح قتل الحيوان لتوفير الطعام الضروي للبقاء على قيد الحياة ... تحياتي وشكري على الموضوع "
وبعد أصرار السيد مغوتي على أن الموضوع الذي طرحه "والذي كان عبارة عن تعليق على صورة لماتادور أسباني تعرض لنطحة ثور أدت الى جروح بالغة في وجهه" ليس له علاقة بتسليع العلمانية للبشر والأخلاق ، أستسلم أخيرا الى ألحاحي على علاقة الموضوع بالعلمانية . وقام مشكورا بمسايرتي على مضض ، ليرد علي بالرد التالي .
" كنا بصدد صورة، فأصبحنا نناقش العلمانية. لا بأس يا أخ زين الدين. العلمانية الغربية تتأسس على قاعدتين أساسيتين هما الحرية والقانون المدني. والعلم طبعا هو التجلي الموضوعي للعلمانية. لكن في ما يتعلق ببعض العادات والتقاليد التي تراها منافية لما جاءت به العلمانية فهذا أمر فيه نقاش. و كون المبدأ الأساسي هو الحرية فان كل شخص مسؤول عن أفعاله وتصرفاته. ثم ان مصارعة الثيران التي نحن بصددها تلقى معارضة من أوساط غربية كثيرة، كما هو الشأن في كل المواضيع. والعلمانية فكر وثقافة وليست أسلوبا لمصادرة العادات أو التقاليد. و الدليل أن المسلمين في الغرب يؤدون واجباتهم الدينية بكل حرية بغض النظر عن اللغط الذي تثيره بعض القوانين التي لا تمس جوهر حرية العبادة. لذلك قلت في الرد السابق أن اقحام العلمانية هنا هو في غير محله. وماتحدثت عنه بشأن التحكم الاقتصادي هو أمر صحيح لكن هذا ليس من العلمانية بل هو من الرأسمالية التي تجد في حرية المبادئ العلمانية ضالتها، وتكشف عن وجهها القبيح. لكن الرأسمالية قديمة قدم الانسان. انها ميل فطري نحو حب التملك والسيطرة. أما الفكر العلماني فهو عقيدة سياسية تأسست في مرحلة حديثة من التاريخ كما تعلم. مع تحياتي" .
ولكن وبعد عدة ردود متبادلة بيني وبين السيد مغوتي طلبت منه توضيحا كاملا عن رؤيته وفهمه للعلمانية . وقد أستجاب السيد مغوتي مشكورا لطلبي بعد فترة . ألا اني وبسبب أنشغالي التام في الفترة السابقة لم يتسن لي الرد على موضوعه القيم اللذي كتبه عن العلمانية والمعنون " بالعلمانية كما أفهمها " وانا هنا سأدلي بدلوي في الموضوع راجيا من السيد مغوتي ان يعذرني على التأخير .
في موضعه القيم " العلمانية كما أفهمها " لخص السيد مغوتي رؤيته للعلمانية . وسأعرض هنا الخطوط العريضة لما طرحه تاركا التفصيل للقاريء ليطلع عليه في الموضوع الأصلي (رابط1) .
" ان وجه المشكلة في العلمانية يتحدد في التعريف الجاري لها: وهو " فصل الدين عن الدولة ".
"أن الخيار الاستراتيجي للعلمانية المتجلي في فصل السياسة عن الدين، والذي يتخذ منه الخطاب الديني نقطة الضعف التي يوجه اليها سهام التكفير والرفض، لا يعني بأي حال من الأحوال فصل الدين عن المجتمع، وقد برهنت التجربة الغربية أن امكانية فصل السلطة السياسية عن الدين واردة، وقد نجحت في ذلك فعلا. أما فصل الدين عن المجتمع فهو وهم لا يمكن تحقيقه. وحضور الدين في العالم الاسلامي لا يمكن مقارنته بما حدث للخطاب الكنسي في أوربا. و هنا بالضبط تحين لحظة استبدال الايديولوجيا بالميتودولوجيا. فالعلمانية أسلوب في الحياة، وهي حركة فكرية تتأسس على العقل والعقلانية و تتخذ من العلم منهجها الأساسي ومن العالم والانسان مركز اهتمامها" .
إذا فان السيد مغوتي يقول ان العلمانية هي ليست فصل الدين عن الحياة بل عن الدولة فقط .
وأن العلمانية هي أسلوب حياة وحركة فكرية فقط من الممكن أن تعيش جنبا إلى جنب مع الدين .
وهي "أي العلمانية" عبارة عن عقيدة سياسية أكثر منها عقيدة حياتية مشابهة للدين" .
وفي العبارة الأخيرة يوجد هناك تناقض واضح للعيان يتمثل بعدم أعتبار العلمانية دينا جديدا "وهذا ما أعتقده أنا" بينما جميع الأديان لايمكن أعتبارها ألا أسلوب حياة متكامل كما هو وصف العلمانية عند السيد مغوتي وجميع المدافعين عن العلمانية .
ولكن الردود التي أتت من الكثير من الأخوة المدونين وغيرهم على موضوعي السيد مغوتي والتي لم تكن مفاجئة لي أبدا لأنها تعكس تخبط العلمانيين العرب "والمسلمين" في معظلة أيجاد تعريف واضح للعلمانية ، كشفت عن حقيقة ما يذهب أليه مخالفي العلمانية ، وهو ما وضحته في ردودي على الموضوع .
وفي الحقيقة أنا ما طلبت من السيد مغوتي كتابة هذا الموضوع ألا لعلمي بأن الردود ستحمل اختلافات واضحة وعميقة بين العلمانيين أنفسهم وهذا ما توضح من شريحة السادة المدونين اللذين ردوا على الموضوع ، واللذين يمكن أعتبارهم شريحة حقيقية تمثل بنسبة عالية مجمل العلمانيين العرب "والمسلمين" .
لنقرأ أولا ردود السادة المدونين المعروفين بدفاعهم عن العلمانية على السيد مغوتي ثم ننتقل الى الخلاصة من هذه الردود .
الرد الأول جاء من السيد أزهر مهدي وزبدته
"العلمانية فصل الدين عن الدولة والدولة عن الدين والعلمانية ليست منظومة فكرية او اخلاقية او دينية او فلسفية ، هذه الممارسة متوارثة من زمن الكنيسة او ما تبقى من سلطتها في فترة قريبة ، مسالة ادخال العلمانية في الموضوع وان كانت موضوعية لكنها ليست حقيقية فكما قلنا العلمانية ليست دين او معتقد او فلسفة او ممارسة اخلاقية بل هي نظرية سياسية صرفة والحديث عن اخلاق العلمانية او مباديء العلمانية خطأ محض وقد يكون الاصح القول مباديء ليبرالية او حداثية او تقدمية او اي شيء من دون الحاجة الى اقحام هذا المصطلح اي العلمانية"
أما السيد نزار النهري فقد قال .
"العلمانية لا تتعارض مع الدين فقط اذا كانت نصوص الدين و أحكامه لا تتعارض مع حقوق الاخرين والانسان اما عدا ذلك من النصوص فلا تقبل بها العلمانية وان كانت جوهر اي دين في الدنيا .. واعطي مثلا لهذا (استعباد الاسرى في الحروب فهذا تبيحه الاديان ولكن العلمانية منعته وجعلت قانونها اعلى من الدين) اما معتنقو الاديان المتشددون فقط هم من يعارضون العلمانية لانهم يريدون ان يطبقوا الدين بحذافيره " .
وفي رد آخر للسيد نزار قال .
"العلمانية لا تعترف بالله ولا تعتبره فوق القوانين لذلك لا تعترف باي شيء صدر عنه فعلا او ادعى من ادعى انه صدر عنه اقتضى فقط التنويه" .
ولقد تلخص رد السيد مغوتي على هذين الرأيين للسيدن نزار ومهدي كالتالي .
" كلامك صحيح اذا أخذنا بعين الاعتبار المسارات التي اتخذتها العلمانية في الغرب في ظل دين( صكوك الغفران ) الذي يحمل الكثير من المغالطات والتناقضات. لذلك فتطبيق العلمانية بحذافيرها في الاسلام لا يمكن أن يتحقق. وقد سبق لي أن قلت في المقال: ان العلمانية لا تعني فصل الدين عن المجتمع. وهذا ما جعلني أنبه الى التمييز بين " الايديولوجيا " و " الميتودولوجيا " فنحن كمسلمين لا نحتاج ايديولوجية علمانية لأنها لن تشكل الا النقيض المتطرف للايديولوجيا الدينية. نحتاج الى عقلنة الممارسة الدينية نفسها. وهذا لا يتأتى الا بالأخذ بالعلمانية كمنهج في الحياة".
وهنا نرى أننا أمام ثلاث تعريفات للعلمانية أولها هو تعريف السيد أزهر مهدي والمتمثل بأن العلمانية هي فصل الدين عن الدولة فقط لاغير . وهي ليست منظومة فكرية او اخلاقية او دينية او فلسفية . وهذا عكس ما ذهب اليه السيد مغوتي
بينما يعرف السيد نزار النهري العلمانية بأنها فصل الدين عن الحياة وحصره بالبيت ودور العبادة فقط .
وتعريف ثالث للسيد مغوتي هو بين البينين للتعريفين السابقين والمتمثل بعقلنة الممارسات الدينية لتتحول في النهاية الى ممارسة علمانية لاتلغي دور الدين في الحياة ولا تجعله مسيطرا عليها تماما .
والحقيقة أن تعريف السيد موتي للعلمانية هذا عصي جدا على الفهم عندي . خاصة وأنه في احد ردوده على السيد نزار يقول " فالانسان هو محور الفكر العلماني الذي يجعل القوانين الوضعية هي ميثاق العمل بين الناس في الدنيا. وهذا لا يتعارض مع الدين الذي نقول دائما انه يزاوج بين الدنيا والآخرة. وما تتحدث عنه في التعليق أمر مرفوض من طرف العلمانية " .
فكيف يكون الأنسان هو مصدر التشريع في العلمانية، دون أن يصطدم ذلك بالتشريع الألهي . ودون أن يتمخض ذلك عن قوانين تكون شريعة متكاملة قد تتنافى مع أصول الدين في النهاية .
مثال على ذلك أذا قرر برلمان منتخب زواج المثليين في بلد مسلم ، فهل سيعتبر ذلك النظام الديموقراطي العلماني غير مخالف للشريعة الأسلامية ؟ . وهل يمكن القول بأن الدين في هذه الحالة غير مفصول عن الحياة وليس عن السياسة فقط .الجواب للسؤالين هو نعم بالتأكيد .
ولكن ماذا لو أتخذنا من تعريف السيد مغوتي للعلمانية والتي تبيح تدخل الدين في التقنين " وهذا يعني تدخل في السياسة أيضا ، شأنا أم أبينا " فهل سيمكننا أن نقول بعد ذلك عن هذا النظام أنه نظام علماني .
أعتقد أن رد السيد نزار التالي على السيد مغوتي قد حمل جوابا بلا عن السؤال اعلاه.
حيث يقول السيد نزار " ((فتطبيق العلمانية بحذافيرها في الاسلام لا يمكن أن يتحقق)) فلو اخذنا به فيجب ان نطلق تعبيرا آخر على هذا المنتج الذي تتحدث عنه .. استاذ محمد العلمانية ماركة مسجلة اما ان تؤخذ كما هي او ان يتبنى المجتمع نظرية اخرى سمها ما تسمها ولكن لا تسمها علمانية" . وهذا صحيح تماما برأي المتواضع أنا أيضا .
والمحصلة النهائية اللتي نتجت عن الموضوع اللذي كتبه السيد مغوتي هي وجود ضبابية وتشويش قد يكون متعمد على العلمانية وتعريفاتها . كما أن جميع التجارب الأنسانية قد أثبتت أن العلمانية هي فصل الدين عن الحياة وليس عن الدولة وهو أصح التعاريف للعلمانية برأيي المتواضع واللذي بينه السيد نزار النهري في تعريفه السابق .
وكما أن تشريعات مثل زواج المثليين وتقنين الدعارة ومنع الحجاب والسماح ببيع الخمور كلها تتعارض تعارضا صريحا مع الدين . وأن أي برلمان منتخب في أي دولة ديموقراطية علمانية مسلمة يشرع مثل هذه التشريعات بأعتبار ان الأنسان هو مصدر التشريع وليس القرآن"كما ورد في تعرف السيد مغوتي للعلمانية" ، فأن حصول ذلك يعني بالتأكيد فصل الدين عن الحياة وليس عن السياسة . وستصبح العلمانية في هذه الحالة أسلوب حياة مختلف تماما عن أسلوب الحياة اللذي بين حدوده القرآن بتشريعاته المختلفة والمسمى بالأسلام وليس عدم تعارض كما قال السيد أزهر مهدي .
وأن أي قفز فوق هذه الحقائق سيؤدي الى منتج جديد لايمت الى العلمانية بصلة "كما قال السيد نزار" ،قد يكون الليبرالية اللتي تسمح للدين والتقاليد بالتدخل في بناء الدولة على أن لايتعارض مع الديموقراطية الكاملة وحقوق الأنسان والمواطنة .
الحقيقة أن العلمانية هي ليست ما يراه السيد مغوتي . والى أن يكون هناك أجماع على تعريف العلمانية فاني سأظل على أعتقادي بأهمية بناء الدولة ذات الأغلبية المسلمة على أسس قرآنية .
وكما قلت لك عزيزي محمد من قبل . " اذا قلت ان العلمانية هي من العلم ، فساقول لك ان اول كلمة نزلت من القران هي اقرأ . واذا قلت ان العلمانية تتاسس على الحرية والقانون ، فسأقول لك ان الأسلام ما جاء الا ليحق شرع الله اللذي حرر الناس من قيود الجاهلية ومفاسدها ليؤسس مدنية ودولة قانون في المدينة المنورة لتصبح مثالا واساسا متينا يبنى عليه حضارات اعظم من كل ما وصل اليه الانسان الى الان لو انه استمر على تمسكه بهذا الشرع .. اي ان الاسلام هو اسلوب حياة كما هي الاديان الاخرى وكما هي العلمانية والاشتراكية والشيوعية وغيرها من الافكار .. وكلما قلت سنقول ".


رابط (العلمانية كما أراها)

http://maghoutimed.elaphblog.com/posts.aspx?U=3377&A=52637
رابط (عندما ينقلب السحر على الساحر
http://maghoutimed.elaphblog.com/posts.aspx?U=3377&A=52295

كتبهـا : زين الدين الكعبي - بتــاريخ : 8/22/2010 6:49:31 PM, التعليقــات : 2





إن أخذ كل هذه الشروط والإعتبارات لمواجهة كل مشكلاتنا الحياتية والحضارية و السياسية و المعيشية ‘ من شأنه أن يعيد لنا القدرة علي الفعل والتحفز أكثر على الإنجاز واختراق الأفاق و تحقيق العزة و الأمن وبلوغ ما وراء العرش تطورا وازدهارا وتقدما حتى نكون أهلا لقيادة مسيرة البشرية من جديد.











الرحمة المهداة للعالمين


عاش محمد بن عبد الله يتيما و فقيرا و ضالا عن هداية الله كبقية خلق الله مدة أربعين سنة﴿ووجدك ضالا فهدى﴾...! ثم اجتباه ربه من بين جميع البشر ليكون المبلغ عن الله كلماته إلى الناس كافة، وقد كان محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم في مستوى التكليف والمسؤولية الملقاة على عاتقه، فاستوعب آيات الله البينات، وآمن بها وانصاع لكل أوامرها و نواهيها ... وجسدها في أخلاقه ومعاملاته ومعتقداته ونظرته لكل تفاصيل الحياة البشرية أحسن تجسيد ممكن في زمانه! فكان: ﴿ خلقه القرآن﴾، واستطاع بثباته و بصبره على أذى قومه بمكة أن يؤسس مجتمعا إسلاميا بالمدينة – بعد هجرته إليها- يدين بالإسلام في جميع مناحي الحياة الثقافية والسياسية الإجتماعية والإقتصادية والتشريعية..!

إن آيات الله الموحى بها إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم تتناول كلها الحقائق والمفاهيم الثابتة في الكون والإنسان والحياة لأنها من عند العزيز العليم‘ رب السماوات والأرض، وربّ العالمين، وهي حقائق لا تتبدل ولا تتغير منذ خلق الله الكون والإنسان والحياة، وقد أوحى الله بهذه الحقائق الأزلية إلى كل أنبيائه عليهم السلام ‘ بلغاتهم المختلفة لتكون للمؤمنين بهؤلاء الأنبياء النور الذي به يهتدون في ظلمات الحياة ودروبها المتشعبة المدلهمة، و قد انصاعوا إليها جميعا و جسدوها في حياتهم كل حسب ظروفه التاريخية و الحضارية و المعيشية‘ يقول الله العليم الحكيم:﴿ شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب﴾(سورة الشورى الآية 13).

لقد جاءت كلمات الله البينات لتفك كل رموز الحياة وتصحح مفاهيم الإنسان عن حقيقة الألوهية والربوبية و حقيقة الكون والإنسان والحياة ..و تفضح أهل الكتب السابقة و ما ادخلوه من بدع و ضلالات و تحريفات لأديانهم ..!!؟ وتجعل الإنسان على بينة من أمره ليحيا من حيي عن بينة ويهلك من هلك عن بينة، وهي مهمة قد تكفل الله بها منذ نزول آدم عليه السلام إلى الأرض:﴿ قلنا إهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون﴾ (سورة البقرة الآيتين 38 و39).
وقد شاءت حكمة الله عز وجل أن يجعل من أسباب الحياة الطيبة الهنية الإهتداء بآياته البينات في جميع مناحي الحياة، يقول الله عز وجل:﴿ قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى. ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى. قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا. قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى﴾ (سورة طه الآيات 123و124و125و126 ).
لقد كرّس الرّسول محمد صلى الله عليه وسلم كل حياته في سبيل إنارة درب أمته الإسلامية بمفاهيم الإسلام الصحيحة المبنية على بصائر القرآن و معاييره الربانية التي لا يأتيها الباطل من بين يديها و لا من خلفها.. وجعلها:﴿ خير أمة أخرجت للناس﴾ للشهادة عليهم وقيادتهم وإخراج من شاء منهم من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده خالق الكون والإنسان والحياة الجدير بالعبادة، ومن ضيق الدنيا - بفعل الأغلال والتقاليد التي يكبلون بها أنفسهم - إلى سعة الدنيا والآخرة ، ومن جور الأديان الباطلة و المزيفة التي يصنعها رجال الدين!؟ إلى عدل الإسلام ورحمة الله التي وسعت كل شيء، قدوته في كل ذلك جميع الأنبياء السابقين‘ عليهم السلام.. ما داموا يشتركون جميعا في حمل نفس الرسالة و نفس الثوابت و البصائر الأزلية الموحى بها من الله رب العالمين: ﴿ يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم. وإن هذه أمتكم امة واحدة وأنا ربكم فاتقون﴾ (سورة المؤمنون الآية 51 و52). إن إقتداء الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بالرسل من قبله يأتي من منطلق وحدة الرسالة الإلاهية و القوانين الأزلية التي بشروا بها أقوامهم على اختلاف أزمانهم وأوطانهم..! كما يأتي استجابة لأوامر الله عز وجل الذي قص عليه قصصهم في القرآن مع أقوامهم وكيفية تعامل كل واحد منهم مع قومه في التبشير والإنذار بالرسالة الإلاهية الواحدة (توحيد الله)التي كلفوا جميعا بإبلاغها إلى أقوامهم في إطار من الوضوح والبيان .. يقول الله عز وجل : ﴿ أولئك الذين أتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فان يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين. أولئك الذين هدى الله فبهداهم إقتده قل لا أسألكم عليه أجرا إن هو إلا ذكرى للعالمين﴾ (سورة الأنعام الآيتين 89 و90).
لقد حد "بديع السماوات و الأرض" حدودا معلومة و ضبط سننا أزلية ثابتة لجميع مخلوقاته .. تحيى بمقتضى السير على هداها كل الكائنات و تضمن بها لنفسها صيرورة سالكة و حياة طبيعية هانئة..إن خروج أين من هذه الكائنات عن حدود الله و نظامه البديع وسننه الدقيقة في الكون و الحياة ‘الذي أبدعه الله بقدرته الفائقة و حكمته الأزلية .. يعني حتما فقدان هذه الكائنات الضعيفة في أصل خلقتها لتوازنها الحيوي واندثارها أو موتها و هلاكها.. فخروج كوكب الشمس عن مداره الذي خلق له يعني حتمية احتراق الكون برمته .. كاحتراق القطار الذي يحيد عن سكته..أو تحطم السيارة أو الشاحنة الجانفة عن الطريق المعبدة لسيرها ..!؟ كذا تضطرب حياة بني آدم و تنتابهم شتى الأمراض والمهالك و العلل إن هم حادوا قليلا أو كثيرا عن ﴿الصراط المستقيم ﴾المعبد لهم للسير فيه منذ الأزل‘ و قد فصلت لهم معالمه تفصيلا بينا في كل الكتب الإلاهية التي لم تطلها يد التحريف أو التأويل أو التشويه.. و قد عمل كل الأنبياء عليهم السلام على تذكير أقوامهم بمختلف معالم هذا ﴿الصراط المستقيم﴾ منذ نوح عليه السلام و انتهاء بمحمد صلى الله عليه و سلم.
إن الزيغ عن قوانين الله الأزلية و سننه الفطرية التي فطر الناس عليها يعني حتمية نيلهم الخزي و الشقاء في الدنيا و خلودهم في عذاب جهنم يوم يقوم الناس لرب العالمين.
فالله عز وجل قد أبان للإنسان المنهج الحق والشريعة الحق منذ خلق آدم عليه السلام‘ لذلك نجده عز وجل يخاطب عبده آدم عليه السلام قائلا: ﴿اهبطوا منها جميعا – الجنة- فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون﴾(سورة البقرة الآيتين 38 و39 ).
كما نجد الله عز وجل يذكر المسلمين دائما بأن القرآن هو كتاب الله الخالد الذي جاء مصدقا لما بين يديه من التوراة والإنجيل وكل الكتب الإلاهية السابقة له:﴿إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى﴾(سورة الأعلى الآيتين 18و19) وعندما يخاطب الله بني إسرائيل يقول لهم:﴿يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون. وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا أول كافر به ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا وإياي فاتقون﴾ (سورة البقرة الآيتين 40 و41). كما أن عقيدة المؤمن مبنية أساسا على الإيمان بالله وجميع كتبه ورسله... يقول الله عز وجل:﴿آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل أمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير﴾ (سورة البقرة الآية 285 ). وعندما يأمر الله عز وجل المؤمنين بصيام شهر رمضان يذكرهم بأن فريضة الصيام قد فرضت على المؤمنين من أتباع الرسل السابقين أيضا: يقول الله تبارك وتعالى :﴿ يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون﴾(سورة البقرة الآية 183). وكثيرا ما ذكر القرآن المؤمنين أنه يريد أن يهديهم ﴿سنن الذين من قبلهم﴾ من عباد الله الصالحين..والحاصل أن شريعة الله مكتملة منذ خلق الله عز وجل آدم عليه السلام وقرر أن يجعله خليفة في الأرض، فأوامر الله ونواهيه ثابتة لا تتغير ولا تتبدل بتغير الزمان أو المكان، وكانت المهمة الأساسية لرسل الله عليهم السلام تذكير أقوامهم بها ليسير على هديها من شاء ويكفر بها من شاء، والمتبعون لها يسميهم الله:«المؤمنون والمهتدون وأولو الألباب وأولو العلم...» وغير المتبعين لتعاليم الله يسميهم الله:« المشركين والكفار والمنافقين والعصاة والظالمين والذين لا يعقلون والجاهلين.. كما يشبههم الله عز وجل بالأنعام﴿ بل هم أضل﴾... وبالتالي لم يترك الله إمكانية للإجتهاد البشري في الدين ولو كان هذا المجتهد نبيا أو رسولا. فالتشريع و تحديد المعايير للسلوك البشري .. قد اختص الله به دون سائر البشر‘ وكل ما يحتاجه المؤمن في حياته الدنيا قد فصل الله فيه القول تفصيلا..! وقد أعلمنا الله عز وجل أنه:﴿ ما فرطنا في الكتاب من شيء﴾ و﴿ وكل شيء فصلناه تفصيلا﴾. وهذا الإخبار القرآني باكتمال شريعة الله وتفصيل كل دقائقها ينزع عن المجتهدين في الدين و الفقهاء الإسلاميين أي مشروعية، بل إن الله يعتبر أن أتباع هؤلاء المجتهدين في الدين :﴿ قد اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم﴾ كما فعل اليهود والنصارى من قبل ‘وبالتالي فان المجتهدين في الدين وأتباعهم هم كفار ومشركون في المفهوم القرآني! فالمؤمن بالله حق الإيمان المقتنع بربوبية الله عز وجل لا يحتاج لانتهاج السلوك القويم إلاّ لكتاب الله الذي أنزل( الكتاب و الميزان﴾ آيات بينات/ بصائر إلاهية استطاع محمد صلى الله عليه وسلم - قدوة جميع المؤمنين- وأنصاره من الأميين المؤمنين فهمها واستيعابها بحسب معطيات عصرهم الحضارية لأنها آيات بينات‘وإقامة دولة إسلامية قوية على أساسها..أوصلت تعاليم الله و شريعته و معاييره و قرآنه إلى أقاصي الأرض.!
لقد بدأ الصراع بين الحق و الباطل منذ أن بدأت الحياة على الأرض..! و قد ألهب شرارة هذا الصراع إبنا آدم عليه السلام.. و بدأ الصراع بين متبع لهداية الله المفصلة في الكتاب المنزل وخائف من عقابه.. و بين متبع لهواه و أنانيته..! لا يهمه أرضي الله أم سخط ..! و لكي لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ‘ اقتضت حكمة الله أن يبعث رسلا من البشر يذكرون أقوامهم بتعاليم الله و ثوابته و قوانينه الأزلية في شتى مجالات الحياة الدنيا.. و قد اجتبى الله هؤلاء الرسل من بين الناس لما تحلوا به من طهر و عفة و رجاحة عقل مقارنة بمعاصريهم من ذوي الألباب .. إن مهمة هؤلاء الرسل عليهم السلام تتمثل أساسا في تذكير أقوامهم بآيات الله البينات و المتضمنة لكل تعاليم الله مبتدئا بنوح عليه السلام و مختتما بمحمد صلى الله عليه و سلم.
إن تعاليم الله التي ذكر بها نوح – عليه السلام – قومه هي نفسها التي أوحى الله بها إلى محمد صلى الله عليه و سلم﴿القرآن﴾ وهي نفسها التي ذكر بها موسى و عيسى عليهما السلام : ﴿في التوراة و الإنجيل﴾ و هي نفسها التي ذكر بها داوود و إبراهيم عليهما السلام في ﴿ألزبور و الصحف﴾ : وهي ثوابت صار على هديها كل الصالحين من عباد الله المخلصين عبر مختلف العصور و ألازمان و في كل مكان.. إن السير طبق تلك الثوابت الإلاهية ( آيات بينات ) ماضيا و حاضرا و مستقبلا .. و إلى أن يرث الله الأرض و من عليها هي الضامن الوحيد لرضوان الله و الفوز بجنته يوم يحشر الناس لرب العالمين... و هي الضامن الوحيد لوحدة الأمة الإسلامية في العصر الحاضر و العصور اللاحقة وهي الضامن الوحيد لقوة الأمة الإسلامية و وحدتها و عدم تشرذمها كما هو واقعها الآن بفعل هجرها للقرآن و لجميع ثوابته .

إن مبادئ الله و ثوابته في الكون و الإنسان و الحياة و المجتمع هي مبادئ عامة لكل البشر منذ خلق آدم عليه السلام وهي مفصلة تفصيلا دقيقا في كل الكتب السماوية قبل أن ينالها التحريف و التأويل و التشويه من قبل بعض أتباع الرسل السابقين على محمد صلى الله عليه و سلم .. لذلك اقتضت حكمة الله أن يكون الكتاب المنزل على محمد صلى الله عليه و سلم ﴿ القرآن﴾ معجزا و غير قابل للتحريف أو التأويل أو التشويه... متحديا الإنس و الجن أن يأتوا بسورة من مثله لأن محمدا صلى الله عليه و سلم هو آخر المرسلين لبني البشر ‘ و كتابه ﴿ القرآن ﴾هو آخر الكتب السماوية المنزلة على بني آدم.. من اتبعها فقد هدي إلى الصراط المستقيم و من زاغ عنها بدعوى الحداثة و الإجتهاد و التأويل فقد ضل ضلالا مبينا..!!

1- الوحي الإلاهي:
من معاني الوحي: الخلق:﴿ و أوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا و من الشجر و مما يعرشون ﴾ ( سورة النحل الآية 68) و الخلق في حد ذاته عمل يختص به الله دون سائر الموجودات.. لذلك كان الوحي معجزا معنى و مبنى .. ولقد جاء الوحي الإلاهي منذ بداية نزوله على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مبشرا بقراءة جديدة للكون والإنسان والحياة والربوبية الحقة الألوهية الصحيحة ومقدما مفاهيم مغايرة لما تعارف عليه البشر واصطلحوا عليه واستنتجوه من خلال تجاربهم الحياتية المحدودة زمانا ومكانا..... إن القراءة الجديدة التي بشر بها الإسلام تصطبغ بصبغة الله الذي أحسن كل شيء خلقه :﴿ اقرأ باسم ربك الذي خلق﴾ فهي قراءة تبتدئ باسم الله وتنتهي باسم الله وهدفها الأساس فهم كلمات الله البينات لتجسيمها في الواقع المعيش للإنسان والسير على هداها في جميع مناحي الحياة لان كل سلوك المؤمن هي عبادة لله رب العالمين ما دام هذا السلوك منضبط بتوحيد الله و بأوامر الله ونواهيه، وغايته ابتغاء وجه الله والإخلاص لدينه والفوز برضاه في الدنيا والآخرة:﴿ و ما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى و لسوف يرضى﴾ (سورة الليل الآيات:19 و20 و21 )... لقد اخطر الله نبيه عليه السلام منذ بداية إنزال الوحي عليه بأنه عز وجل قد: ﴿علم الإنسان ما لم يعلم﴾ حتى لا يخطرن ببال إنسان مهما أوتي من علم انه يجوز له أن يفتي بغير ما أنزل الله ولو كان نبيا :﴿ قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم إن اتبع إلا ما يوحى إلي وما أنا إلا نذير مبين﴾ (سورة الاحقاف الآية). ﴿ وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذا لاتخذوك خليلا. ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا. إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا﴾ (سورة الإسراء الآيات 73 .74. 75. (إن علم الله كامل و مطلق و يتجاوز كل قدرات الإنسان الذهنية.. فالله ﴿قد أحاط بكل شيء علما﴾‘ أما معارف الإنسان فهي نسبية ومحدودة وهي مجرد استنتاجات وتخمينات قد تخطئ وقد تصيب و تتغير وتتناقض و تختلف، فالإنسان عاجز بقدراته الذهنية ووسائله المحدودة زمانا ومكانا أن يعرف السلوك القويم للإنسان في مختلف مجالات الحياة الإجتماعية والإقتصادية والثقافية والسياسية و غيرها :﴿ و عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم و عسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم و الله يعلم و أنتم لا تعلمون﴾( سورة البقرة الآية 216)... وإنما هو قادر فقط بما أوتيه من إمكانيات ذهنية وتجريبية وتاريخية.. وقدرة على الإستفادة من حياة الكائنات والعوالم الأخرى أن يستنبط الحلول الملائمة لتطوير معيشته وابتكار أنجع السبل والوسائل لتيسير حياته.. كابتكار وسائل فلاحية متطورة والإرتقاء بوسائل النقل البري والبحري والجوي وتيسير وسائل التعلم والمعرفة وصناعة آلات حربية ووسائل عسكرية اقدر على الفتك بالإنسان والتدمير وإهلاك الحرث والنسل...وقد سمى الله عزّ وجلّ كلّ ذلك ﴿العلم بظاهر الحياة الدنيا﴾: ﴿ يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا﴾ (سورة الروم الآية 7). فاكتشاف القوانين الفيزيائية والكيميائية والجيولوجية و الرياضية وغيرها.. وتطويع كل ذلك لتيسير معيشة الإنسان وجلب الرفاهية له أمر متيسر لجميع البشر إذا ما تعلقت همتهم بذلك، أما السلوك الإنساني الرشيد الذي يرضي الله عز وجل و ينسجم مع فطرة الإنسان السوي و قوانين الله في الأرض ويضمن الحياة الطيبة والهانئة والمطمئنة للإنسان.. فأمر متروك لخالق الكون والإنسان والحياة وحده، العليم بأسرار مخلوقاته، المطلع على كل خفاياها الظاهرة والباطنة...
إن قراءة متبصرة لآيات القرآن العظيم .. لا تلفها الأهواء و التأويلات المغرضة.. تكشف لنا عن كل القوانين والسنن الفطرية التي تتحكم في جميع العوالم التي خلقها الله و الخاضعة طوعا أو كرها لمشيئته عز وجل لا تحيد عنها منذ الأزل.. كما تحتوي هذه الآيات و خاصة الآيات المدنية منها على كل سنن و قوانين أمة الإسلام الأبدية في الأسرة و المجتمع.. و التي قد سار على هديها الصالحون من عباد الله منذ أقدم العصور‘ و ملخصها:﴿ اعبدوا الله مالكم من الاه غيره﴾ فتوحيد الله وخضوع الإنسان السوي المؤمن لشرع الله في الأسرة والمجتمع و كل علاقات الإنسان بنفسه و بربه و بأخيه الإنسان و بالطبيعة واستشعار الله و خشيته سرا و جهرا .. كانت و لا تزال جوهر كل الرسالات السماوية.. و لذلك جعل الله الأمة المستمسكة بهذه القوانين الأزلية ..أمة الشهادة على الناس أجمعين: ﴿ و كذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس و يكون الرسول عليكم شهيدا﴾ (سورة البقرة الآية 143).إن تشبث أمة الإسلام بقوانين الله و سننه الأزلية يخضع في التطبيق و التجسيد للنسبية التي يخضع لها سائر عمل بني آدم الذين يحيون في إطار زماني و مكاني محدودين .. فما ارتاه الرسول الكريم و صحابته استجابة لأوامر الله و نواهيه في المجال السياسي و الإقتصادي و الإجتماعي و في الحرب وفي السلم و تنزيل شرع الله في الحياة المدنية و تشكيل مختلف الأجهزة التنفيذية في المجال الأمني و العسكري و الإجتماعي و السياسي و غيره: أي في ميدان المعاملات و ليس في ميدان العبادات- قد يختلف اختلافا كليا عن ذلك الذي يرتئيه المسلمون في العصر الحديث لبعث دولة الإسلام *دولة التوحيد*القادرة لم شعث المسلمين و توحيدهم في كيان قوي.. نصرة لدين الله و للمسلمين في مشارق الأرض و مغاربها.. إن تغير العصر و تطور نوعية الحياة فيه و تقدم منتجات الحضارة الإنسانية.. لا يعني مطلقا تغيير المسلمين ﴿ لصراط الله المستقيم ﴾ و أحكامه و سننه الأزلية المفصلة في الذكر الحكيم.. بل يعني فقط الأخذ بأسباب الحداثة المادية و التقنية في الخضوع لكل قوانين الله و أحكامه في القرآن و الإجتهاد في تنفيذ الأحكام الشرعية بالأسلوب الملائم لحضارتنا في العصر الحديث قدر المستطاع .. كما لا بد من استحداث الوسائل والآليات المناسبة و الأجهزة التنفيذية الملائمة و الكفيلة بتوزيع ثروات أرض الإسلام بأقصى درجات العدالة الإجتماعية و الأخوة الإسلامية و تقوى الله التي تجمع كل المسلمين برباط الإسلام حكاما محكومين ..!
2- في معنى الألوهية والربوبية:

لا أحد من الخلق ينكر أن الله عز وجل هو خالق كل شيء في الوجود وأنه تعالى قد أحسن كل شيء خلقه، يقول الله عز وجل:﴿ ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله ﴾. لكن الإشكالية الكبرى التي تنازع فيها البشر ولا يزالون يختلفون فيها ويقتتلون من أجلها ويتصارعون هي: ربوبيّة الله سبحانه وتعالى، والرّبوبية تعني في أبسط مفاهيمها خضوع العبد المؤمن بألوهية الله إلى كل أوامر الله ونواهيه والعمل بمقتضى آيات الله البينات، لذلك تساءل الله سؤالا استنكاريا:﴿أتقتلون رجلا يقول ربي الله ؟!﴾. والذي يقول: ﴿ربي الله﴾ في المفهوم الإسلامي هو"المؤمن الحق "الذي يغنم الأمن و الإستقرار في حياته الدنيا و يستحق الفوز بجنة عرضها السماوات والأرض، لذلك يتكرر في القرآن اقتران الإيمان بالله ب"العمل الصالح" أي العمل الذي يستضيء بنور الله .. وإلا أصبح إيمان المرء عدميا أي لا قيمة له، فالعمل الذي لا يقترن في ذهن صاحبه بربوبية الله أي أن يكون القصد منه التقرب إلى الله والسعي لمرضاته و الخوف من عقابه في الدنيا و الآخرة.. هو عمل كالهباء المنثور، يقول الله عز وجل: ﴿ وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا﴾ ويقول أيضا: ﴿ والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الضمان ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب ﴾(سورة النور الآية 39).
العلماني أجهل الخلق أجمعين ؟

إن خالق السماوات و الأرض و ما فيهما من كائنات حية و أجرام سماوية و جبال و بحار ... قد حد حدودا معلومة منذ الأزل و ضبط سننا أزلية ثابتة لجميع مخلوقاته ، و قوانين صارمة .. تحيى بمقتضى السير على هداها كل الكائنات و المخلوقات و تضمن بها لنفسها صيرورة سالكة و حياة طبيعية هانئة .. فأوحى الله إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا... و كلي من كل الثمرات ... لإنتاج شراب و عسل مصفى فيه شفاء للناس .. و سخر جميع ما في السماوات و الأرض لخدمة بني آدم و ضبط لها قوانين صارمة لا تستطيع مخالفتها ...؟
إن خروج أين من هذه الكائنات و المخلوقات عن حدود الله و نظامه البديع وسننه الدقيقة في الكون و الحياة الذي أبدعه الله بقدرته الفائقة و حكمته الأزلية .. يعني حتما فقدان هذه الكائنات الضعيفة في أصل خلقتها لتوازنها الحيوي واندثارها أو موتها و هلاكها.. فخروج كوكب الشمس عن مداره الذي خلق له يعني حتمية احتراق الكون برمته .. كاحتراق القطار الذي يحيد عن سكته .. أو تحطم السيارة أو الشاحنة الجانفة – الخارجة - عن الطريق المعبدة لسيرها ..!؟
كذا تضطرب حياة بني آدم و تنتابهم شتى الأمراض والمهالك و العلل إن هم حادوا قليلا أو كثيرا عن ﴿الصراط المستقيم ﴾ المعبد لهم للسير فيه منذ الأزل ، و قد فصلت لهم معالمه تفصيلا بينا في كل الكتب الإلاهية التي لم تطلها يد التحريف أو التأويل أو التشويه.. على غرار القرآن المجيد ، و قد عمل كل الأنبياء عليهم السلام على تذكير أقوامهم بمختلف معالم هذا ﴿الصراط المستقيم﴾ منذ نوح عليه السلام و انتهاء بمحمد صلى الله عليه و سلم.
إن زيغ الإنسان عن قوانين الله الأزلية و سننه الفطرية التي فطر الناس عليها و فصلها في جميع الكتب التي أوحى بها إلى جميع أنبيائه عليهم السلام ليذكروا بها أقوامهم ... : يعني حتمية نيله * الإنسان * الخزي و الشقاء في الدنيا و خلوده في عذاب جهنم يوم يقوم الناس لرب العالمين.
فالله عز وجل قد أبان للإنسان المنهج الحق والشريعة الحق منذ خلق آدم عليه السلام، لذلك نجده عز وجل يخاطب عبده آدم عليه السلام قائلا: ﴿اهبطوا منها جميعا – الجنة- فمن تبع هداي- قوانين الحياة البشرية الحقة التي سطرها الله منذ الأزل - فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون﴾(سورة البقرة الآيتين 38 و39 ).
و إذا علمنا أن جميع التجارب الإنسانية قد أثبتت أن العلمانية هي في نهاية المطاف " فصل الدين – بما هو شريعة و مبادئ - عن الحياة وليس عن الدولة فقط وهو أصح التعريفات للعلمانية ..." علمنا أن العلماني يسعى في نهاية الأمر إلى استنباط قوانين حياتية تتعارض في قليل أو كثير مع القوانين الفطرية التي فطر الله حياة الإنسان عليها ، و تغيير القوانين الصارمة التي أرادها الله لعباده الصالحين ، مما يهدد حياة الإنسان و حياة الكون بأوخم العواقب . وهو ما نلاحظ نتائجه بارزة للعيان : تلوث بيئي و أخلاقي و أمراض مزمنة و زلازل و فيضانات ... خربت و تخرب حياة الإنسان في كل آن و حين اتساقا مع وعد الله للإنسان : " فإما يأتينكم مني هدى – قوانين الله و شريعته – فمن اتبع هداي فلا يضل و لا يشقى 123 و من أعرض عن ذكري – بالسير طبقا لقوانين علمانية لا تراعي حدود الله و شريعته - فإن له معيشة ضنكا و نحشره يوم القيامة أعمى 124 * سورة طه – نظرا لتعاميه عن القوانين الفطرية التي فطر الله الكون عليها .
لذلك يعتبر العلماني في كل شعب أو حضارة أجهل الخلق أجمعين .. بالقوانين العلمية التي يسير على هديها العالم
و الكون و الحياة ... على عكس ما يدعيه العلماني الذي يدعي "العقلانية و العلمانية" في استنباط القوانين الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية... ؟
إذ أين العقلانية في "زواج المثليين " وهو عمل تربأ الحيوانات عن الإتيان بهكذا عمل .. و أين العقلانية في مساواة الرجل بالمرأة و قد خلقهما الله للتكامل لا للمساواة و التناطح كما تتناطح الكباش ... ؟؟
و أين العقلانية في إباحة الزنا و الخمر ....؟؟ وهي أشياء تحول الإنسان إلى حيوان مفترس بامتياز ..
و أين العقلانية في استنباط النظام "الرأسمالي" و "الشيوعية" و" الوجودية" ...؟؟ التي جلبت كل الحروب و المآسي عبر مختلف حقبات التاريخ البشري .
و أين العقلانية في ترك إنسان يدخن لقتل نفسه و الإضرار بمن حوله بدعوى الحرية الفردية ..؟ و أين .. و أين ...؟
و للحديث بقية ...



في مفهوم الحداثة الإسلامية ؟

رغم مرور أكثر من قرنين منذ أن غزا بونابرت مصر سنة 1798م..‘ فان سؤال
‹‹ كيف نتقدم؟›› لا يزال يطرح بأشكال متعددة..؟ فمنذ تلك الغزوة بدأ المسلمون يفركون عيونهم بعد نوم عميق..! كان سببا في إخراجهم من حلبة التنافس الحضاري والثقافي لزمن طويل و أغرى بقية الأمم بالتطاول و محاولة بسط الهيمنة عليهم .. وقد اختلفت المقاربات الفكرية وتنوعت في كيفية امتلاك منابع القوة والقدرة على الفعل وصنع أحداث التاريخ مرة أخرى كما كان أجدادنا يفعلون منذ انبلاج فجر الإسلام العظيم .! فالمسلمون كانوا :﴿ خير امة أخرجت للناس﴾ و قد امتلكوا ناصية الأمم لردح طويل من الزمن وقادوها بالنور الذي انزله الله على أمة الإسلام رحمة للبشرية كافة..! لقد أضحت قضية ما صار يعرف ب"الحداثة " قضية محورية مزمنة في تاريخ المجتمع العربي الإسلامي الحديث، ولم تتوضح الحلول المقنعة لجميع الأطراف إلى حد الآن..؟؟

وفيما يلي سأحاول تقديم مقاربة لقضية "الحداثة الإسلامية"عساي أساهم ولو بلبنة في المضي قدما للحسم في هذه القضية الشائكة...! فماذا نقصد "بالحداثة "تحديدا ؟

ما نعنيه بالحداثة هو: ‹‹ ذلك الصراع المحتدم بين الأمم من أجل أن تكون أمة "هي الأقوى والأغنى والأربى من بقية الأمم".. وأن تمتلك تلك الأمة: "القدرة المبدعة على التغيير الذاتي والتطوير المستمر نحو الأفضل لجميع الهياكل المسيرة لدواليب مجتمعها و مؤسساته، ويحصل أهلها على الأمن من الإعتداءات، مطمئنة ..‘ و مستقرة لا يخاف أهلها ولا يضايقهم شيء..﴿ يأتيها رزقها رغدا من كل مكان﴾...!

وعلى النقيض من ذلك فان الأمة المتخلفة/غير الحداثية ..، هي تلك الأمة التي يعيش أفرادها الجوع والحرمان والفزع والهلع ويشتد ألمهم علي مر الزمان.. و تنتكس حالهم، كما يكثر التطاحن الإجتماعي والصراع الطبقي بين أفرادها!! و تزداد قابليتهم للتقليد و الإستعمار يوما بعد يوم ..!! فهل من سبيل لبناء "حداثة إسلامية" جديدة ؟

لقد احتاجت الشعوب التي استطاعت تشييد حضارة وقيادة الأمم في مرحلة زمنية معينة وتتوفر على معاني الحداثة التي حددناها آنفا إلى : ‹‹ فكرة إنسانية سامية›› تأخذ بالألباب وتبهر العقول وتثير العواطف الإنسانية وتحرك الحواس الناعسة...! فلقد حمل العرب المسلمون فكرة ‹‹إخراج الناس من الظلمات إلي النور››... ورفع الغرب شعار ‹‹ تخليص الإنسان من القصور الذي كبلته به الكنيسة بوصايتها عليه والدعوة إلى الحرية والأخوة والمساواة ››.. ووعد الإشتراكيون أتباعهم ب‹‹ إيجاد جنة أرضية للعمال المسحوقين››...!

وهكذا احتاجت هذه الحضارات الثلاث: (الإسلامية والغربية والاشتراكية)إلى : ‹‹ فكرة إنسانية سامية›› لتجلب إليها الأنصار وتضمهم إلي صفوفها وتجعلهم مستعدين للنضال والتضحية في سبيل إنزال هذه ‹‹الفكرة السامية›› إلي الواقع المعيش ليحيا في ظلها الناس، بل وكان أنصار هذه الفكرة يغزون أو يفتحون أو يستعمرون الأصقاع باسم هذه ‹‹ الفكرة الإنسانية السامية››... ولقد مثلت ‹‹ﺍﻠﺣﺪﺍﺜﺔ›› دائما قطيعة تامة و مفصلية بين عهدين، عهد الظلمات والمظالم والتخلف وعجز الإنسان عن الفعل الإيجابي والغيبوبة التاريخية، وبين عهد جديد يتحرر فيه هذا الإنسان من سلطة التراث والتبعية والتقليد الأعمى لهذا الطرف أو ذاك.. وامتلاك زمام النفس والمبادرة وكسر القيود و الأغلال ـ بمختلف تشكلاتها التي تكبله.... وتمنعه من التحاور مباشرة مع واقعه، واختيار أنجع الطرق والوسائل والتقنيات لتجاوز الموروث سواء أكان هذا الموروث ينتمي إلي حضارة الأجداد أو حضارات الأمم الأخرى، قديما كان أو حديثا..!؟
فالإنسان‹‹الحداثي›› هو ذاك الذي يمتلك القدرة الفائقة و المبدعة علي الإستفادة من الموروث الإنساني في جميع الميادين.. متحررا من كل ما يعيقه عن الإضافة والإبداع والتجاوز ومزيد بسط سلطته وهيمنته على الكون والحياة و الإستفادة من التسخير الإلاهي لكل ما في الكون.. والإرتقاء بأخيه الإنسان إلى السيادة المطلقة على كل شيء في هذا الكون الشاسع، حتى يتفرغ بعد ذلك لعبادة خالق الكون والحياة، فالإنسان سيد وحيد لهذا الكون والله رب وحيد للإنسان، فلا يخضعن هذا الإنسان لسلطة أخرى مهما كان مصدرها...! سوى لسلطة الله خالق الكون والحياة والإنسان...! وهو(الإنسان) في كدح متواصل حتى يلتقي بالملإ الأعلى.. وقد أفرغ جميع شحناته وطاقاته وقدراته في هذه الأرض التي قبل أن يكون سيدا عليها وعبدا لخالقها وحاملا لأمانة الله في الأرض:﴿ إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان انه كان ظلوما جهولا﴾.
لقد ابتلي المسلمون قديما وحديثا بمن حول أحداث التاريخ وتجارب المسلمين السابقة و التي كانت وليدة ظروفهم الحضارية و العلمية و المعيشية.. إلي صنم / عائق معرفي يتعبدون في محرابه..!؟ مرددا قول العرب القدامى في مواجهتهم للإسلام
:﴿ ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين﴾ و﴿إنا وجدنا آبائنا علي امة وإنا على أثارهم مقتدون ﴾ متناسين إلتزامهم بتوحيد الله والخضوع لربوبيته بما يعني عدم خضوعهم إلاّ لأوامر الله ونواهيه و الإلتزام بثوابته و بصائره المفصلة تفصيلا بينا والسير على هدي القرآن العظيم لكونه يشتمل على المنهج الأزلي الذي عبده الله لعباده المتقين!؟ وقد حالت هذه المواقف المتخلفة بيننا وبين الحداثة الحق والتقدم السليم ورؤية ما يدور حولنا من أحداث متجددة ووقائع حياتية معاصرة تفرض علينا حلولا أخرى غير التي ارتآها أجدادنا في "ميدان المعاملات" لتغيرالظروف
و الملابسات ! وكل هذا يتطلب اجتهادا وإعمالا للعقل لاستنباط الحلول الملائمة للمشكلات المعيشية والحياتية و العلمية و الإنسانية و مختلف التحديات التي تواجهنا في حياتنا الدنيا..! وتعيق بلداننا عن النهوض والتقدم وتحقيق العزة والشهادة على بقية الأمم والشعوب بسبب ما نمتلكه من ثوابت إلاهية و معايير ربانية واضحة لكل أنواع السلوك البشري السليم ..! تهبنا القدرة على معرفة السلوك القويم في مختلف دروب الحياة الإجتماعية والإقتصادية والسياسية وغيرها...!

كما ابتلينا بمن اتخذ منجزات الغرب وحضارته صنما/عائقا معرفيا يعتقل عقلنا ويمنعنا من فهم متطلبات حياتنا وتحقيق سيادتنا على حاضرنا ومستقبلنا. وقد حال كل ذلك بيننا وبين الإعتماد على النفس لتحقيق إنجازاتنا الحضارية الخاصة بنا حتى نكون أهلا لقيادة مسيرة العالم من جديد...! إن ما نملكه من ثوابت إلاهية و بصائر عقلانية في جميع ميادين الحياة يعطينا الحق في قيادة الشعوب – إن نحن آمنا واستمسكنا بها- والتصدر لتوجيهها نحو الخير والفضيلة حتى نكمل رسالة من ابتعثه الله رحمة للناس كافة..! إن الإبداع الحضاري والإبتكار والتقدم مرهون إلي حد كبير بثقة الإنسان في صحة مبادئه واعتقاده في تفوقها على جميع المبادئ الأخرى – كما المحنا من قبل- ، وإن ما نتج عن الحضارة الغربية إلي حد الآن من تعميق للهوة بين الفقراء والأغنياء ومن احتجاجات عالمية عن ‹‹الكيل بمكيالين و اختلاف المعايير
و اضطرابها حد التناقض ›› وما نراه ونسمعه من تطاحن رهيب وتقاتل على الحكم والمسؤولية باسم الديمقراطية الغربية..! وعدم استقرار للمجتمعات الغربية نفسها، وانتشار للظلم والعنصرية والحروب المدمرة واستفراد أقلية بالثروات الكونية... كل ذلك يجعل من إقناع الأمة الإسلامية بصحة هذه المبادئ والقيم و المعايير الغربية أمرا متعذرا إن لم يكن مستحيلا لتعارضها مع فطرة الإنسان السوي، خاصة وهي الوارثة للقرآن العظيم/ الميزان الحق للسلوك الإنساني...‘ والذي لم يثبت إلي حد اليوم أنه يحتوي على آية واحدة من شأنها أن تعرقل التطور أو تقف في وجه الإبداع الحضاري و التقدم الاجتماعي و الإنساني في مختلف الميادين الحياتية، لأن هذه الآيات والبصائر لم تعالج مطلقا متغيرات الحياة البشرية وإنما نصت جميعها علي الثوابت والحقائق الأزلية التي فطر الله الكون والحياة عليها منذ خلقهما الله و التي تتطابق تطابقا كليا مع حقائق الكون والحياة والإنسان .. وهي معادلات و قوانين أزلية مطلقة .. تخترق الزمان والمكان... قد سطرت ﴿ الطريق المستقيم﴾ المعبدة التي تصلح لان يسلكها الإنسان السوي إذا ما أراد حياة إنسانية راقية لا تشوبها الشوائب .! ولقد تركت هذه الآيات/الثوابت حرية الإبداع والإجتهاد و التطبيق العملي في كل المتغيرات المعيشية النسبية التي يمكن أن تطرأ على حياة الإنسان بشرط استلهامه هذه الحقائق الأزلية في اجتهاداته المعيشية المختلفة و معاملاته اليومية و ليست "العبادية" : إذ العبادات كان قد وضحها رسولنا الأكرم صلى الله عليه و سلم و نحن ملزمون جميعا بان نصلي و نعبد ربنا كما كان صلى الله عليه و سلم يعبد ربه : ففي قضية العلم مثلا نجد النص القرآني لم يحدد مطلقا الوسائل والأساليب التي يمكن أن يتبعها الإنسان لتحصيل العلم واختراق الآفاق وتحقيق الاكتشافات لأنها متغيرة بتغير الزمان والمكان وبحسب اجتهاد الإنسان وحاجاته و تفاعلاته مع مجتمعه و حضارته ، لكنها أجمعت كلها على ضرورة طلب العلم وجعله مفتاحا لكل ما يفيد الإنسان في دينه ودنياه وهي حقيقة أزلية لا شك في ذلك، وفي السياسة نص القرآن على وجوب الشورى في جميع ما يهم شؤون المسلمين الخاصة والعامة وحث المسلمين على العدل واجتناب الهوى والحكم بما أنزل الله في كتابه العزيز وعدم التمييز بين الناس واعتماد المعايير الإلاهية في تقييم سلوك الإنسان ومختلف مكتسباته دون غيرها من المعايير البشرية النسبية المتحيزة بطبعها:﴿ يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا إعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون﴾(سورة المائدة الآية 8 )، و قد حرمت بصائر الله الأزلية الفساد في الأرض أو قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق أو جعل ثروات البلاد - التي هي ملك لله في الأصل- دولة بين الأغنياء دون سائر خلق الله...‘ وقد دعا القرآن إلى اشتراك المسلمين جميعا في تحمل المسؤولية وتكوين: ﴿أمّة﴾ تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتتبع ما أوحى الله به إلى محمد صلى الله عليه وسلم / قدوة كل من أسلم وجهه لله رب العالمين، خلال مرحلتين: مرحلة الدعوة(المرحلة المكية) ومرحلة الدولة(المرحلة المدنية ).. وهكذا دواليك.... ودور الإنسان أن يعتمد هذه الثوابت والبصائر المعلنة لإستنباط المؤسسات الكفيلة بإنزالها إلي حيز الواقع المعيش حتى ينعم الناس - جميع الناس- برحمة الله ويأمنوا على حياتهم وأرزاقهم ومكتسباتهم ويمتلكوا القدرة علي الإضافة والإبداع ويواصلوا أداء رسالتهم في الحياة..! يقول الله عز وجل :﴿ قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفذ كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا ﴾ (سورة الكهف الآية عدد 109 ) فما الذي أصابنا في العصر الحديث حتى صرنا عاجزين عن استنباط ما يلزمنا من حلول لإصلاح معيشتنا و الإرتقاء بها انطلاقا من آيات الله التي لا تنفذ معانيها أبدا .. وصرنا نتخبط خبطا عشواء معرضين عن نور الله!؟ لقد صارت شعوبنا الإسلامية تعيش ضنكا مؤلما في حياتها و قد تداعت علينا الأمم من كل حدب و صوب .. و نحن نقف عاجزين عن حماية شعوبنا و أنفسنا من المستنقع المظلم الذي انحدرنا فيه بسبب إعراضنا عن نور الله و"صراطه المستقيم" المعبد لجميع البشر منذ الأزل!؟
إن اقتحام أمتنا الإسلامية لعصر العولمة باقتدار وجدارة وامتياز، رهين لشروط وقرائن لأبد من استحضارها جميعا حتى نفوز بقصب السبق في جميع الميادين الحضارية وننقذ أنفسنا و أمتنا و العالم من حولنا :

* إذ لابد من استعمال عقولنا وحواسنا نحن لمواجهة مشكلاتنا الحياتية، واستنباط ما يلائمنا من حلول لمختلف مشكلاتنا بما يتوافق مع مصلحتنا حاضرا ومستقبلا ‘ مستنيرين في ذلك بكتاب الله و بصائره، بدلا من استنساخ الحلول القادمة من وراء البحار وإسقاطها على شعوبنا المسلمة والكف عن استعارة عقول ‹‹الآخرين /الأعداء›› وطرق تفكيرهم ومناهجهم في بحث المشكلات العالقة... و أن نكف عن تقديس ماضينا الحضاري و تراثنا الإسلامي و عبادة الآباء و الأجداد و التحرر من عباءتهم و أن ننظر إلى هذا التراث بوصفه تجربة حضارية نسبية قد عبرت عن تفاعل آباءنا مع عصرهم و مجتمعهم ارتكازا على بصائر القرآن الأزلية لا غير. و من حقنا نحن في العصر الحديث أن نصنع تجربتنا الخاصة بنا ارتكازا على الثوابت القرآنية التي لا يأتيها الباطل من بين يديها و لا من خلفها على عكس تراث الآباء والأجداد و تجاربهم ‘إذ بفضل هذا التراث و هيمنته علينا صرنا دراويش نحيى خارج إطار الزمان و المكان حتى صارت أعراضنا و خيراتنا نهبا لكل من هب و دب !!؟

*لا بد من استحضار الواقع المعيش بكل تجلياته وتعقيداته.. ولا فائدة من ستر أمراضنا مهما كان الداء مستحكما بدعوى الحفاظ على أسرارنا وعيوبنا حتى لا يستغلها الأعداء !!؟ إن منطق التستر على الآفات التي تكدر صفو حياتنا السياسية والثقافية و الاجتماعية والعلمية وغيرها قد زاد الطين بلة حتى صارت الجراثيم تصول وتجول وترتع حيثما شاءت وتعفن ما قدرت على اقتحامه من حياتنا حتى بدا لنا العلاج متعذرا لشدة ما فتكت بنا الأمراض وألحقته في نفوسنا من أذى وفي أجسادنا من جراح مثخنة...!؟ وكل هذا يتطلب وقفة حازمة صادقة خالية من العقد لنواجهه بصبر وثبات وننقذ حياتنا مهما تطلب ذلك من تضحيات...!

*لا بد عند بحثنا لمجمل قضايانا أن نعود إلي ثوابتنا القيمية والحضارية و معاييرنا الإسلامية و موازيننا الربانية والتي يمكن اختزالها في آيات القرآن أساسا مستعينين في فك المستغلق من هذه الثوابت ـ إذا شئنا ـ بإنجازات كل الحضارات الإنسانية بدون استثناء دون إن يعيقنا ذلك عن المضي قدما في طريق بناء الحضارة الإسلامية الجديدة المتفوقة .. مستفيدين مما يمكن الإستفادة منه ودون الإرتهان لتلك الإنجازات قديمها وحديثها...!

إن أخذ كل هذه الشروط والإعتبارات لمواجهة كل مشكلاتنا الحياتية والحضارية و السياسية و المعيشية ‘ من شأنه أن يعيد لنا القدرة علي الفعل والتحفز أكثر على الإنجاز واختراق الأفاق و تحقيق العزة و الأمن وبلوغ ما وراء العرش تطورا وازدهارا وتقدما حتى نكون أهلا لقيادة مسيرة البشرية من جديد.


بقلم : محمد بن سالم بن عمر - كاتب و ناقد تونسي

mohamhamedsalembenamor21@yahoo.fr

http://www.elaphblog.com/islam3000

http://www.elaphblog.com/daawatalhak

http://www.elaphblog.com/islamonegod








لا للاستبداد في تونس ... لا للدولة العلمانية التي تحارب الله و شريعته و عباده المؤمنين .. لا للتخلف... لا للدروشة الدينية التي يرعاها النظام ... لا للميوعة و الشذوذ ....

نعم لدولة التوحيد ، دولة قانون القرآن ..

حزب الله لبعث دولة التوحيد في البلاد العربية ؟؟

(يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم و يحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله و لا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء و الله واسع عليم.
إنما وليكم الله و رسوله والذين امنوا الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و هم راكعون . و من يتول الله و رسوله و الذين امنوا فان حزب الله هم الغالبون ) سورة المائدة الآيات 54 و55 و 56

رأيي أن نسعى جميعا إلى التوحد تحت راية القرآن الكريم بدءا بالدعوة إلى مبادئه التي أوحاها الله في القرآن المكي أعني السور المكية ،و تكوين نواة في كل دولة عربية في شكل جماعة للدعوة و نبحث النصرة لدين الله سعيا لتكوين دولة إسلامية تطبق شرع الله المفصل في السور المدنية ..


الوحي الإلاهي:
من معاني الوحي: الخلق:﴿ و أوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا و من الشجر و مما يعرشون ﴾
( سورة النحل الآية 68) و الخلق في حد ذاته عمل يختص به الله دون سائر الموجودات.. لذلك كان الوحي معجزا معنى و مبنى .. ولقد جاء الوحي الإلاهي منذ بداية نزوله على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مبشرا بقراءة جديدة للكون والإنسان والحياة والربوبية الحقة الألوهية الصحيحة ومقدما مفاهيم مغايرة لما تعارف عليه البشر واصطلحوا عليه واستنتجوه من خلال تجاربهم الحياتية المحدودة زمانا ومكانا..... إن القراءة الجديدة التي بشر بها الإسلام تصطبغ بصبغة الله الذي أحسن كل شيء خلقه : ﴿ اقرأ باسم ربك الذي خلق﴾ فهي قراءة تبتدئ باسم الله وتنتهي باسم الله وهدفها الأساس فهم كلمات الله البينات لتجسيمها في الواقع المعيش للإنسان والسير على هداها في جميع مناحي الحياة لان كل سلوك المؤمن هي عبادة لله رب العالمين ما دام هذا السلوك منضبط بتوحيد الله و بأوامر الله ونواهيه، وغايته ابتغاء وجه الله والإخلاص لدينه والفوز برضاه في الدنيا والآخرة:﴿ و ما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى و لسوف يرضى﴾ (سورة الليل الآيات:19 و20 و21 )... لقد اخطر الله نبيه عليه السلام منذ بداية إنزال الوحي عليه بأنه عز وجل قد: ﴿علم الإنسان ما لم يعلم﴾ حتى لا يخطرن ببال إنسان مهما أوتي من علم انه يجوز له أن يفتي بغير ما أنزل الله ولو كان نبيا :﴿ قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم إن اتبع إلا ما يوحى إلي وما أنا إلا نذير مبين﴾ (سورة الاحقاف الآية). ﴿ وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذا لاتخذوك خليلا. ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا. إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا﴾ (سورة الإسراء الآيات 73 .74. 75. (إن علم الله كامل و مطلق و يتجاوز كل قدرات الإنسان الذهنية.. فالله ﴿قد أحاط بكل شيء علما﴾،أما معارف الإنسان فهي نسبية ومحدودة وهي مجرد استنتاجات وتخمينات قد تخطئ وقد تصيب و تتغير وتتناقض و تختلف، فالإنسان عاجز بقدراته الذهنية ووسائله المحدودة زمانا ومكانا أن يعرف السلوك القويم للإنسان في مختلف مجالات الحياة الإجتماعية والإقتصادية والثقافية والسياسية و غيرها :﴿ و عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم و عسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم و الله يعلم و أنتم لا تعلمون﴾( سورة البقرة الآية 216)... وإنما هو قادر فقط بما أوتيه من إمكانيات ذهنية وتجريبية وتاريخية.. وقدرة على الإستفادة من حياة الكائنات والعوالم الأخرى أن يستنبط الحلول الملائمة لتطوير معيشته وابتكار أنجع السبل والوسائل لتيسير حياته.. كابتكار وسائل فلاحية متطورة والإرتقاء بوسائل النقل البري والبحري والجوي وتيسير وسائل التعلم والمعرفة وصناعة آلات حربية ووسائل عسكرية اقدر على الفتك بالإنسان والتدمير وإهلاك الحرث والنسل...وقد سمى الله عزّ وجلّ كلّ ذلك ﴿العلم بظاهر الحياة الدنيا﴾: ﴿ يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا﴾ (سورة الروم الآية 7). فاكتشاف القوانين الفيزيائية والكيميائية والجيولوجية و الرياضية وغيرها.. وتطويع كل ذلك لتيسير معيشة الإنسان وجلب الرفاهية له أمر متيسر لجميع البشر إذا ما تعلقت همتهم بذلك، أما السلوك الإنساني الرشيد الذي يرضي الله عز وجل و ينسجم مع فطرة الإنسان السوي و قوانين الله في الأرض ويضمن الحياة الطيبة والهانئة والمطمئنة للإنسان.. فأمر متروك لخالق الكون والإنسان والحياة وحده، العليم بأسرار مخلوقاته، المطلع على كل خفاياها الظاهرة والباطنة...إن قراءة متبصرة لآيات القرآن العظيم .. لا تلفها الأهواء و التأويلات المغرضة.. تكشف لنا عن كل القوانين والسنن الفطرية التي تتحكم في جميع العوالم التي خلقها الله و الخاضعة طوعا أو كرها لمشيئته عز وجل لا تحيد عنها منذ الأزل.. كما تحتوي هذه الآيات و خاصة الآيات المدنية منها على كل سنن و قوانين أمة الإسلام الأبدية في الأسرة و المجتمع.. و التي قد سار على هديها الصالحون من عباد الله منذ أقدم العصور، و ملخصها:﴿ اعبدوا الله مالكم من الاه غيره﴾ فتوحيد الله وخضوع الإنسان السوي المؤمن لشرع الله في الأسرة والمجتمع و كل علاقات الإنسان بنفسه و بربه و بأخيه الإنسان و بالطبيعة واستشعار الله و خشيته سرا و جهرا .. كانت و لا تزال جوهر كل الرسالات السماوية.. و لذلك جعل الله الأمة المستمسكة بهذه القوانين الأزلية ..أمة الشهادة على الناس أجمعين: ﴿ و كذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس و يكون الرسول عليكم شهيدا﴾ (سورة البقرة الآية 143).إن تشبث أمة الإسلام بقوانين الله و سننه الأزلية يخضع في التطبيق و التجسيد للنسبية التي يخضع لها سائر عمل بني آدم الذين يحيون في إطار زماني و مكاني محدودين .. فما ارتاه الرسول الكريم و صحابته استجابة لأوامر الله و نواهيه في المجال السياسيو الإقتصادي و الإجتماعي و في الحرب وفي السلم و تنزيل شرع الله في الحياة المدنية و تشكيل مختلف الأجهزة التنفيذية في المجال الأمني و العسكري و الإجتماعي و السياسي و غيره: أي في ميدان المعاملات و ليس في ميدان العبادات- قد يختلف اختلافا كليا عن ذلك الذي يرتئيه المسلمون في العصر الحديث لبعث دولة الإسلام دولة التوحيدالقادرة على لم شعث المسلمين و توحيدهم في كيان قوي.. نصرة لدين الله
و للمسلمين في مشارق الأرض و مغاربها.. إن تغير العصر و تطور نوعية الحياة فيه و تقدم منتجات الحضارة الإنسانية.. لا يعني مطلقا تغيير المسلمين ﴿ لصراط الله المستقيم ﴾ و أحكامه
و سننه الأزلية المفصلة في الذكر الحكيم.. بل يعني فقط الأخذ بأسباب الحداثة المادية و التقنية في الخضوع لكل قوانين الله و أحكامه في القرآن و الإجتهاد في تنفيذ الأحكام الشرعية بالأسلوب الملائم لحضارتنا في العصر الحديث قدر المستطاع .. كما لا بد من استحداث الوسائل والآليات المناسبة و الأجهزة التنفيذية الملائمة و الكفيلة بتوزيع ثروات أرض الإسلام بأقصى درجات العدالة الإجتماعية و الأخوة الإسلامية و تقوى الله التي تجمع كل المسلمين برباط الإسلام حكاما محكومين ..!
news.maktoob.com/story_list/816369
Islam3mille.blogspot.com
Daawatalhak.blogspot.com
Almizenalislami.blogspot.com
http://www.banady.com/profile/174552
http://www.facebook.com/home.php?
http://www.facebook.com/home.php?#!/islam3000
http://www.elaphblog.com/daawatalhak
http://www.elaphblog.com/islam3000
http://www.elaphblog.com/islamonegod
http://mohamedbenamor21.blogspot.com/
http://islamonegod.blogspot.com
إسلام التوحيد
Mon email : mohamedsalembenamor21@yahoo.fr
Mon GSM : 00216 23038163




نحو بناء حضارة إسلامية بديلة!


« زمن الإنحطاط العربي » مقولة مختصرة لكنها معبرة، تعبر عن المرارة التي أضحى يشعر بها المفكر في البلاد الإسلامية وهو يرى أن الأوضاع الإجتماعية والإقتصادية والسياسية و غيرها... تزداد سوءا وانتكاسا على مر الأيام...!!
يحدث كل هذا بعد أن شهدت البلاد العربية والإسلامية جمعا من المصلحين والمفكرين الذين تخصصوا في شتى المجالات الحياتية .
إن هذا الوضع الذي آلت إليه حالنا يحتم علينا أن نطرح السؤال التالي: ما هي الأسباب الكامنة وراء فشل البرامج الإصلاحية في إحداث النهضة التي أخذت تظهر في البلاد الإسلامية منذ مطلع القرن التاسع عشر الميلادي! ؟

I. أسباب الفشل:
إن المتتبع لمؤلفات "زعماء الإصلاح" في بلادنا الإسلامية يلاحظ أن الإنبهار بما حققته الحضارة الغربية كان عظيما في نفوسهم والإنشداد إلى النمط الغربي في الحياة واضحـا وجلـيا . وهذا الإنبهار بمنجزات الغرب و حضارته و ثقافته.. جعلهم يتخذونه قدوة ومثالا، فكان النمط
(أمين)احمد: زعماء الإصلاح في العصر الحديث بيروت – دار الكتاب العربي 1979
- ( شرابي)هشام: المثقفون العرب والغرب . بيروت – دار النهار 1973.
- كتاب: الرحالون العرب وحضارة الغرب في النهضة العربية الحديثة د. نازك سابايارد الطبعة الأولى 1979.

الغربي النهضوي حاضرا لدى جل هؤلاء الرواد . لذلك جاءت برامجهم الإصلاحية وتنظيراتهم تنقصها الدراسة العلمية المتأنية التي تراعى فيها الملابسات والظروف التي أدت بأمتهم الإسلامية إلى حالة من التخلف الحضاري و الإنحطاط الإجتماعي و الإستبداد السياسي...!

ولا عجب بعد ذلك أن نجد منهم من كان يدعو إلى « أن نسير سيرة الأوروبيين ونسلك طريقهم لنكون لهم أندادا ولنكون لهم شركاء في الحضارة خيرها وشرها وحلوها ومرها وما يحب منها وما يكره وما يحمد منها وما يعاب» !؟ .
إن الصفة المشتركة التي جمعت "زعماء الإصلاح"هي:« افتقاد الشعور بالعزة بهويتهم الحضارية الإسلامية، والإنبهار الكلي بالغرب»! وهذا الإنبهار قد أعشى أبصارهم أن ترى الدّرب القويم والنهج السليم لنهضة أمتهم الإسلامية وبناء حضارة إسلامية جديدة ومتطورة تليق بخير امة أخرجت للناس والتي قد كلفها ربها بأن تكون شاهدة على الناس وقائدة لهم إن هي استمسكت بالنور الذي أنزله الله عليها – القرآن- والتاريخ:« يعلمنا انه ما من مدنية تستطيع أن تزدهر أو تظل على قيد الحياة إذا هي خسرت إعجابها بنفسها وصلتها بماضيها» .
- نفس المرجع
- مستقبل الثقافة بمصر د طه حسين .
- الإسلام في مفترق الطرق تعريب عمر فرو

II. عودة إلى التاريخ:
1- الإسلام:
أ- الإسلام ومرحلة بث "الفكرة الجديدة ":
جاء الإسلام معلنا منذ بداية نزول الوحي على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عن بداية ظهور نظرة مغايرة لما هو سائد بين البشر ومفاهيم جديدة للكون والإنسان والحياة، تختلف جذريا عما تعلمه الإنسان من مصادر بشرية ومعلنا بوضوح مخالفته لسائر التصورات البشرية: ثقافتها ومعتقداتها أخلاقها ومعاملاتها، نظمها وتشريعاتها:
﴿ اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم ﴾
(سورة العلق الآيات 3 و4 و5).. ليبرز بعد عملية الهدم للمنظومة القيمية العربية والبشرية عامة... شخصيته المستقلة بكل أبعادها: العقائدية والتشريعية ومختلف تصوراتها وطموحاتها على أنقاض الجاهلية=(كلّ مفاهيم الإنسان النسبية عن الكون والإنسان والحياة التي تخالف المعايير الإلاهية) والتي أعلن الحرب عليها منذ الوهلة الأولى : ﴿ كلاّ لا تطعه واسجد واقترب﴾ (سورة العلق الآية 19 وهي أول ما نزل من القرآن الكريم ). إن مراجعة بسيطة للنهج الذي اتبعه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وأنصاره من المؤمنين في إحداث التغييرات الحضارية التي هزت جزيرة العرب يلاحظ ما يلي:
- بداية نزول الوحي على الرّسول صلى الله عليه وسلم في غار حراء وقد حمله ربه مسؤولية تبليغ الوحي و الإستمساك به بدءا بنفسه الضالة قبل نزول الوحي عليه ﴿ووجدك ضالا فهدى﴾ .. وإيصال ما ينزل إليه من قيم ومبادئ ومفاهيم جديدة عن الكون والإنسان والحياة والمجتمع .. إلى الناس كافة بدءا بالعشيرة الأقربين.

- الجهر بالدعوة الإسلامية وتحمل الأذى والصبر على تعنت الكفار وإجرامهم في حقه وحق أنصاره.. ووعده بالنصركما انتصر الأنبياء من قبله.. خضوعا لسنن الله الأزلية في الحياة.
- نزول ما سمي (بالقرآن المكي ويعد 86 سورة ) وهو في جملته آيات قصيرة تعالج قضايا التوحيد و الربوبية و الإيمان بالله و تذكّر بقوانينه الأزلية في الحياة و لزوم إتباعها و السير على هداها لتحقيق الفلاح.. وتحارب الشرك بالله بمختلف تشكلاته.. و تتحدى الجميع ( الإنس و الجن) أن يأتوا بسورة واحدة من مثله إن استطاعوا !!؟.. وتشير إلى مواطن الفساد في الحياة الإجتماعية والإقتصادية والسياسية و غيرها... وترد على بعض شبهات أهل الكتاب ومزاعم أهل مكة وتندد بتصرفات زعاماتهم المنحرفة وتصحح مفاهيم البشر عن الألوهية الحقة والربوبية الصحيحة والتي لا تجوز إلاّ لخالق الكون والإنسان والحياة .. العليم الخبير الذي يعلم غيب السّماوات والأرض علما مطلقا و شاملا.. على عكس علم البشر النسبي المحدود زمانا و مكانا و القاصر عن معرفة كل أسرار الكون و الحياة... فالقرآن المكّي كان يدعو إلـى – فكرة جديدة ومفاهيم مغايرة لمفاهيم البشر– لتحل محل الفكر والمفاهيم والمعتقدات الجاهلية في ذهن المتقبل حتى تؤثر في فكره ووجدانه و روحه تمهيدا للإنتقال به إلى مرحلة أخرى قادمة...!

- كان الرّسول صلى الله عليه وسلم يدعو أصحابه الذين آمنوا بدعوته للصّبر على الأذى والتنكيل الذي كانوا يتعرضون له على يد كفار ومشركي قريش .. وعدم الرد على الأذى و التنكيل والإضطهاد الذي كان يسلط عليهم..- بالعنف المادي أو المعنوي– رغم ما أبداه بعض الصحابة من استعداد للقيام بذلك...! ولما اشتد الإضطهاد على بعض الصحابة نصحهم عليه الصلاة والسلام بالهجرة إلى الحبشة .." لأن بها ملكا لا يظلم الناس عنده أبدا"!.. وقد استمر الرسول وأصحابه في الإستمساك بالمفاهيم الإلاهية الجديدة والإلتزام بالدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ومجادلة الكفار والمشركين وكل المناوئين ﴿بالتي هي أحسن﴾.. ولم يسجل لنا القرآن أو المؤرخون أن أحدا من الصحابة قد كون عصابة للرد على اضطهاد قريش أو العمل على" تحرير البيت الحرام" من أيدي كفار مكة ومشركيها..! بل كان سلاح المؤمنين الوحيد: الدعوة إلى الإسلام الحق والجهاد بآيات القرآن الكريم والتي تحمل المفاهيم الجديدة و الثابتة وإبلاغها إلى مسامع المشركين والصبر على آذاهم امتثالا لأوامر الله في القرآن المكي..والإستمساك بها قولا و عملا.. و عدم الركون إلى الكفار و المشركين أو مهادنتهم:﴿و لا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار﴾.!

- ثم جاءت حادثة الإسراء بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم لتتوج المرحلة المكية *مرحلة الفكرة والمفاهيم الجديدة و المبهرة*، وأهم ما يمكن استخلاصه من حادثة الإسراء هو التالي: بداية تلقي المسلمين لبعض العبادات كالصلاة وهي عبادات تستوجب توفر حد أدنى من الأمن للقيام بها وهو ما يعني حدوث نقلة نوعية كبيرة، لأن المرحلة المكية التي سبقت حادثة الإسراء تميزت بتركيز القرآن الكريم على المعتقدات الإسلامية والمبادئ الذهنية والمفاهيم الجديدة عن الكون والإنسان والحياة: الإجتماعية والإقتصادية والسياسية والقيم الأخلاقية ومحاربة التمظهرات المتنوعة للكفر والشرك والتشهير بانحرافات زعامات قريش العقائدية والإقتصادية والإجتماعية وغيرها.. وهذا يعني أن حادثة الإسراء كانت بمثابة التمهيد للإعلان عن انتقال المسلمين من مرحلة«الفكرة» إلى مرحلة« الدولة».
ب- الإسلام ومرحلة "بناء الدولة":
بعد حادثة الإسراء أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى المدينة، وقد مهّد عليه الصلاة والسلام لهجرته وهجرة أصحابه و أنصاره عندما التقى ب"الأنصار" ( الأوس والخزرج) وأخذ منهم عهدا بحمايته وحماية أصحابه ونصرة الدين الذي بعثه الله به إلى ﴿الناس كافة﴾..! وكان قد سبقه بعض صحابته إلى المدينة لتوضيح الغامض من دعوته..!
- في المدينة أصبح للمسلمين أرض آمنة وقد امن جل أهلها بالرسالة الإسلامية وثروات متعدّدة وقوّة مادية استطاع الرسول صلى الله عليه وسلم بما اُوتيه من حكمة إلاهية وبصيرة قرآنية (حيث بدأ نزول القرآن المدني:المنظم لمختلف جوانب الحياة البشرية و المدنية) من أن ينشئ منهم مجتمعا مسلما يعتنق العقيدة الإسلامية ويحتكم إلى الشريعة الإسلامية في علاقات أفراده بعضهم ببعض وتنتظم علاقاته وفق التصور الإسلامي والمفاهيم الإسلامية في الأسرة والمجتمع وعلاقاته الداخلية والخارجية...!

- ولم يمر زمن طويل حتى أذن للذين أوذوا في سبيل الله و قوتلوا لأنهم قالوا: ﴿ربنا الله ﴾! بالقتال في سبيل الله واستعمال القوة و السلاح لاسترجاع حقوقهم المنتهبة من الكفار والمشركين وصد عدوانهم ومكرهم بالمستضعفين...!

- في مرحلة تالية بدأ المسلمون- بقيادة رسولهم عليه الصلاة والسلام- يفكرون في نشر الدعوة الإسلامية خارج حدود دولتهم الفتية، وبدأ الرسول/القائد السياسي والعسكري في بعث السرايا والجيوش إلى مختلف الأصقاع لفتحها ونشر الإسلام فيها حتى تعم رحمة الإسلام..﴿الناس كافة﴾.. استجابة لنداء ﴿القرآن الكريم ﴾.. إن الجيش الذي كونه الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم لحماية المجتمع الإسلامي و نشر الدعوة الإسلامية كان قوامه : مؤمنون قد باعوا أنفسهم وأموالهم لله رب العالمين مقابل الأمن في الحياة الدنيا والفوز بجنة عرضها السماوات والأرض : ﴿ إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم ﴾ سورة التوبة الآية 111)...!

إن هذه المرحلية و التسلسل الزمني الذي اتبعه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه في نشر الدعوة الإسلامية وإنشاء المجتمع المسلم والدولة الإسلامية ومن ثم بناء الحضارة الإسلامية.. رغم وضوحه في﴿ السيرة النبوية العملية ﴾ و القرآن الكريم فقد تغاضى عنه المسلمون(أحزابا و حكومات و مفكرين..) في العصر الحديث و تغافلوا عن حكمته.. فغابت عنهم المراحل و الأولويات مما أوقعهم في المحظورات وأبعدهم عن هداية الله و بصائره‘وصاروا يتخبطون خبطا عشواء وهووا في ظلمات بعضها فوق بعض!!؟
- راجع مثلا: دراسة في السيرة للدكتور عماد الدين خليل، مؤسسة الرسالة، الطبعة الخامسة 1981

2- الرأسمالية الغربية:
لقد مثلت الحداثة الغربية في العصر الحديث– قطيعة تامة بين عهود الظلام السابقة التي كانوا يحيونها..! حيث سيطرت الكنيسة بجهالاتها وأغلالها الظالمة و المتحيزة على حياة المجتمع .. وبين ما سمي "بفلسفة الأنوار" التي نادت بتحرير الإنسان من سلطة الكنيسة وجبروتها وحرضته على امتلاك زمام أموره وكسر القيود التي فرضتها عليه عهود من الجهل والإنحطاط، فلقد استفاق الأوروبيون فوجدوا ركاما ضخما من التجارب والمعارف التي خلفتها حضارات عديدة بما فيها الحضارة الإسلامية، فأغراهم ذلك بالتمعن فيها بحثا عن السبيل الموصل إلى البناء الحضاري والتقدم والتحرر من جهالات رجال الدين عندهم و تخريفاتهم..! وما انفك هذا الشعور يتنامى في أوروبا منذ القرنين الحادي عشر والثاني عشر الميلادي خصوصا في فرنسا وايطاليا...!
وانتبه الغربيون بعد هيمنة طويلة فرضتها الكنيسة الكاثوليكية وإثر تزايد قهر الأباطرة، وصار بعض المفكرين يتحسسون طريق الخلاص من تبعات عصور الإنحطاط...! وكان لتضخم ممارسات الكنيسة الكاثوليكية ولإستفحال السياسة القهرية التي ينتهجها الأباطرة دور كبير في تصعيد الإستياء وتنمية رصيد الشعور الرافض بعد يقين عمقته الملاحظة بأن ممارسات "الإكليروس" ومقررات البابا فاقدة للمصداقية لأنّها تتضارب مع حقائق الوجود وتطلعات الإنسان نحو الإنعتاق و التحرر..‘ فهي تفرض وصايتها عليه باسم الدين!؟ وكان للجامعات أللاهوتية التي وقع بعثها في بعض أقطار أوروبا كالسربون مساهمات في المجال المعرفي وتأثيرات حتى في الكنيسة ذاتها .
إن فقدان الشّرعيات الدّينية مصداقيتها ليس فقط بالنّسبة إلى المثقفين.! بل وبالنسبة إلى الشرائح العريضة للمجتمعات الغربية بأسرها هو الذي ولد مفهوم "العلمانية" الداعي إلى تخليص قطاعات المجتمع والثقافة من سيطرة المؤسسات الدينية ونواميسها و مفاهيمها المحرفة للدين المسيحي..! وقد سعى مفكرو عصر الأنوار إلى تنوير الشّعب وتحريره من ظلم الكنيسة وجبروتها و تثويره ضد هيمنتها، فرفعوا في وجه الكنيسة التي كانت تبيع صكوك الغفران – "اللائكية"، وفي وجه رجال الدين واستغلالهم للشعب باسم الرب، رفعوا شعار:"الحرية والإخوة والمساواة"..إن إزاحة الغربيين لتأثيرات الكنيسة عن مجرى حياتهم نظرا لما أصبحت تمثله من عقبات كأداء في وجه تطور المجتمع واعتاقه من الجهل و التخلف ... أوجد لديهم الحافز الـقوي علـى البـحث والتنـقيب واستعمال عقولهم هم بدلا من عقول رجال الدين المحرفة للنصوص المقدسة..‘ واستنباط النـظم السياسية والإقتصادية والنظريات العلمية والمعرفية وغيرها.. بمعزل عن تأثيرات قرون من التخلف والجهل..! والذي ساهمت فيه بقسط وافر قناعات رجال الدين
- المرجع: العلمانية وانتشارها غربا وشرقا،فتحي ألقاسمي – سلسلة موافقات – الدار التونسية للنشر – فيفري 1994)
- فولغين (ف) فلسفة الأنوار- بيروت – دار الطليعة ط1981

المسيحي الضالة عن وحي الله وكلماته النورانية الثابتة في:﴿ التوراة والإنجيل والقرآن﴾..
1- الماركسية:
عاش ماركس(1818-1883) ضمن المجتمع الرأسمالي، وعاين عن قرب أوضاع العمال المتردية، ذلك أن العامل رغم قيامه بالعمل والإنتاج إلا أنه لا يتمتع بثمار سواعده، حيث أصبحت الطبقة البرجوازية الرأسمالية هي المالكة " بل المغتصبة لما كان ينبغي أن يكون ملكا للعمال من وسائل الإنتاج "... يقول ماركس في معرض تحليله للأوضاع المتردية التي أفرزتها الطبقة البرجوازية والرأسمالية
:« إن البرجوازية لم تكتف بصناعة الأسلحة التي سوف تؤدي إلى فنائها بل أنجبت الرجال الذين سوف يستعملون هذه الأسلحة – أعني بهم عمال العصر الحديث - الذين يؤلفون البروليتاريا..‘ وكلما ازدادت قوة البرجوازية أي رأس المال ازداد نمو البروليتاريا، تلك الطبقة التي تضم العمال الذين لا تتوفر لهم أسباب العيش إلاّ إذا وجدوا عملا، ولا يحصلون عليه إلا إذا كان هذا العمل منميا لرأس المال...فهؤلاء العمال الذين يضطرون إلى عرض أنفسهم للبيع يوميا هم معرضون نتيجة لذلك إلى كل تقلبات المنافسة التي تعتري السوق... لقد صار العامل فقيرا وتفاقم الفقر بسرعة تفوق سرعة نمو السكان وتراكم الثـّروات... فمن البين إذن أن البرجوازية لم يعد في إمكانها القيام لمدة طويلة بدور الطبقة المسيرة .
تكشف لنا هذه الوثيقة عن وعي "ماركس" بالظلم والحيف الإجتماعي الذي يعاني
منه العمال في مجتمع تسوده الأنانية والإستغلال وانتهاج كافة السبل للإثراء ولو على حساب فقر الملايين من العمال..!!؟ لا تهمنا هنا تحليلات ماركس وتنبؤاته الخاطئة فذاك أمر آخر! ما يهمنا هنا هو الموقف والبديل الفكري والسلوك الحضاري الذي انتهجه تجاه واقع معين...! تبنى ماركس إذن هموم العمال ومشاكلهم، وسعى إلى إنشاء منظومة فكرية بديلة: تمثلت في نظريته " المادية التاريخية" ذلك أنها تقوم على مبدأين أساسيين: هما "المادية المنطقية" و"المادية التاريخية".. ذلك أنها تنظر إلى المادة على أنها أساس كل أمر في الحياة، وأن البشرية مسيرة في مختلف أطوارها بتأثير المادة فقط .يقول ماركس موضحا ذلك: « إن الأفكار لا يبتدعها دماغ الإنسان...‘ وهذا الدماغ ليس إلا مادة دقيقة التركيب وهو جزء من الجسم يعكس مؤثرات العالم الخارجي » .
-) خفاجي المحامي (عبد الحليم ) حوار مع الشيوعيين في أقبية السجون ص55
- نفس المرجع السابق.
(يكن) فتحي:كيف ندعو إلى الإسلام ص55



شنّ ماركس وأتباعه حملة منظمة ضد النظام الرأسمالي وكل مبادئه وقيمه و معاييره.. طارحين بدائل فكرية أخرى وقيما و معايير جديدة، ومبشرين بإيجاد جنة أرضية يحكمها الكادحون والعمال والفقراء..!؟ ففي جريدة "البرافدا" ركز لينين حملاته تحت شعار: « كل السلطة للسفيات " " الأرض للفلاحين"... "الخبز للجائعين"... وفي أكتوبر سنة 1917 قامت الثورة البلشفية، الثورة التي أنبنى على أساسها ما كان يسمى بالاتحاد السوفياتي في العصر الحديث..!
بعد هذا الإستقراء التاريخي السريع لثلاث حضارات/ثقافات مختلفات.. نعود لنطرح على أنفسنا السؤال التالي: هل هناك شروط معينة لإقامة حضارة إنسانية ؟ و إن كان الأمر كذلك فما هي هذه السنن والقوانين و الشروط المشتركة التي تتحكم في إنشاء الحضارات الإنسانية و تأسيسها ؟

III. سنن بناء الحضارات الإنسانية:

إن استقراءنا للحضارة الإسلامية والحضارة الغربية بشقيها الرأسمالي والماركسي مكننا من معرفة القواسم المشتركة بين هذه الحضارات ومن بلورة السنن والقوانين والشروط الموضوعية التي تتحكم في إقامة الحضارات الإنسانية وهي كالتالي :

1- فكرة إنسانية سامية:
وهذه الفكرة يمكن أن تكون دينا سماويا أو أدلوجة بشرية أو منظومة إقتصادية أو سياسية أو إجتماعية... تحمل في طياتها صفة العالمية واستطاع مفكرو الشعب أن يقنعوه بان فكرته التي يتبناها هي أسمى فكرة على الإطلاق – في الحقبة التاريخية التي يحياها- وأن هذه الفكرة لا تحمل سعادته هو فقط بل مرشحة لإنقاذ البشرية كافة، وتستحق هذه الفكرة أن يضحي الشعب من أجلها ويغامر حتى تتجسد على أرض الواقع، ثم نقلها إلى بقية شعوب العالم لتستفيد منها وتخرجها "من الظلمات إلى النور" ومن الإستغلال إلى التمتع بخيرات الحياة وطيباتها... ومن الجور والظلم إلى العدل و الحرية والمساواة... ومن ظلمات القرون الخالية إلى نور الحياة ورفاهيتها ...إن أي برنامج إصلاحي أو منظومة فكرية عاجزة عن تحقيق النهضة المنشودة في الشعوب المستهدفة.. إن لم تكن تحمل في طياتها هذه السمة، وعجزت عن إقناع الشعب الذي يتبناها بسموها وتفوقها على كل الأفكار والمنظومات الأخرى.
2 - تقزيم الخصم والحط من فكره وقيمه .
)


وهذا القانون/الثابت الثاني هو تكملة للقانون الأول في شروط إقامة الحضارات الإنسانية.. إن "تقزيم الخصم" والحط من قيمة منظومته الفكرية عملية تأتي مواصلة للعملية الأولى وهدفها الوصول بالشعب المراد إنهاضه إلى مرحلة الشعور بالعزة و"الأناقة" وهذا الشعور يأتي كنتيجة حتمية لاعتقاد هذا الشعب و إيمانه الراسخ بسمو فكرته ومعتقداته ومنظومة القيم والمعايير و الموازين التي تحكمه والتي تفوق في سموّها جميع القيم والمعتقدات و المعايير الأخرى، بل قد لا يعطي هذه المفاهيم و المعايير المنافسة أهمية البتة ما دام يمتلك من القيم و المعايير ما هو أسمى و أرقى..! وهذا يرتبط ارتباطا وثيقا بمدى تماسك الأفكار التي يتبناها وصدقها وتطابقها مع الواقع وقدرتها على الإقناع ومدى اعتقاده فيها وحنكة مفكريه وقدرتهم على تشويه الخصم وأفكاره ومعتقداته..!!

نخلص إلى القول بأنّه متى توفرت لدى أي شعب من شعوب الدنيا منظومة فكرية تحتوي على أفكار سامية واقتنع هذا الشعب بأنها أعظم الأفكار على الإطلاق في تلك الفترة من الزمن واقتنع بوجوب نشرها
يقول الله عز وجل : « الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون » - (سورة البقرة الاية257
* ويقول "فولتير" احد زعماء التنوير الأوروبي: إن محمدا ولد أميرا واستدعي لتسلم مقاليد الأمور عن طريق الناس له ... ولو انه وضع قوانين سليمة ودافع عن بلاده، لكان من الممكن احترامه وتبجيله ولكن عندما يقوم راعي ابل بثورة ويزعم انه كلم جبريل وانه تلقى هذا الكتاب غير المفهوم الذي تطالع في كل صفحة منه خرقا للتفكير المتزن حيث يقتل الرجال ويخطف النساء لحملهم على الإيمان بهذا الكتاب، مثل هذا السلوك لا يمكن أن يدافع عنه إنسان لم تكن الخرافات قد خنقت فيه نور الطبيعة.
*ويقول ماركس:« إن كل دين ليس سوى الانعكاس الواهم في دماغ البشر للقوى الطبيعية التي تسيطر على وجودهم اليومي..


والتضحية في سبيل إيصالها إلى الشعوب الأخرى...عندها يبدأ ذلك الشعب بصفة تلقائية يسير رويدا .. رويدا نحو النهضة ومن ثم تكوين حضارة متفوقة على ما عداها من الحضارات القائمة...‘: والسبب في ذلك يعود إلى أن إدراك هذا الشعب لسمو فكرته وعالميتها يدفعه إلى البحث والتنقيب في كل المجالات الحياتية والعلمية لإثبات سمو فكرته عمليا للآخرين كي يعتنقوا مثله القيم التي يؤمن بها من جهة، وإقناع خصومه بتفاهتهم ومحاولة " تقزيمهم" و تركيعهم أمام عظمة فكرته وتكاملها وقدرتها على إسعاد الناس جميعا و الإيفاء بمختلف حاجياتهم و رغائبهم...! كما تدفعه إمكانية مواجهة الخصم ماديا و عسكريا.. إلى الإعتناء بالمجال الإقتصادي والصناعي وتكوين جيش قوي لمجابهة كل التحديات الممكنة والتي يمكن إن تهدد فكرته و قيمه ...أو تقف حائلا أمام نشرها.. وهكذا تبدأ حضارة هذا الشعب صاحب الفكرة والمفاهيم "السامية" الجديدة في صعود، أما أصحاب الحضارات الأخرى، إن كانت هناك حضارة قائمة فإما أن ينظموا إلى أصحاب الحضارة الصاعدة ويعتنقوا فكرتها السامية ويساندوها ويدعموها بمعارفهم وبالتالي تصبح إنجازاتهم تنتمي إلى الحضارة الجديدة. وإما أن يتزعزع اعتقادهم في فكرتهم التي بنوا عليها حضارتهم، فيفتقدون بذلك الحماس القادر على تمكينهم من مواصلة الإبداع وبناء الحضارة، عند ذلك تبدأ حضارتهم في أفول مستمر.! وتضعف قوتهم المادية والمعنوية شيئا فشيئا أمام القوة الصاعدة والحضارة الجديدة..‘ كما يصبح الشعب صاحب الحضارة الآفلة مقلدا لظواهر وسلوكيات صاحب الحضارة الصاعدة، اعتقادا منه أن هذا التقليد قد يعيد فيه الحيوية من جديد– لكنه يبقى كالذي يريد أن ينجو من الغرق وما هو بناج..!؟ لأنه كلما أغرق في التقليد ابتعد أكثر عن إمكانية الشعور بالعزة و الأناقة – شرط الإبداع الحضاري-، فتتبعثر أموره وتتذبذب حاله ويصبح كالكلب إن تحمل عليه يلهث وإن لم تحمل عليه يلهث..
و الحاصل أن هذه الدراسة قد كشفت لنا بما لا يدع مجالا للشك أن الحضارات الإنسانية تخضع في صيرورة نشوئها و انقراضها – على اختلاف منظوماتها الفكرية و القيمية - إلى ثوابت و نواميس كونية أزلية عامة و مشتركة بين جميع البشر مهما اختلفت أديانهم
و تنوعت ايديولجيتهم وتفرقت أراضيهم و اختلفت أزمانهم ..، و إن إيجاد حضارة ما متطورة و متقدمة يبدأ بإيجاد الإنسان الذي يتبنى الأفكار و المفاهيم الراقية والمتقدمة..، فالله لن يغير ما بقوم حتى
﴿ يغيروا ما بأنفسهم﴾.. وان قانون تغيير ما بالنفوس البشرية لتغيير الواقع المادي والحضاري للشعوب.. قانون أزلي لم يشذ عنه حتى أتباع المادية التاريخية الذين ينظرون إلى المادة كونها أساس كل أمر في الحياة، وأن البشرية مسيرة في مختلف أطوارها بتأثير المادة فقط..!!؟ فالقوانين التي تتحكم حقيقة في أحداث التاريخ البشري و مجرياته وتوجه مختلف تطوراته هي القوانين الكونية والأزلية التي سطرها الله في القرآن العظيم و يحكم بمقتضاها موجوداته و سائر مخلوقاته .. و ما على الإنسانية إلا العودة إلى كتاب ربها مباشرة إذا ما أرادت أن تهتدي و تنتظم أوضاعها و ينصلح حالها، و ليس إلى كتب رجال الدين من الفقهاء و الأحبار والرهبان الذين تكون تفسيراتهم وتأويلاتهم للنصوص المقدسة محكومة بمصالحهم و مصالح الطبقات التي يمثلونها أو الضاغطة عليهم سياسيا واقتصاديا و اجتماعيا..! لقد شكل رجال الدين- و ليس الدين نفسه- في التاريخ و الحضارة الغربية عقبات معرفية خطيرة وقفت في وجه تطور المجتمع الغربي و نهوضه و تحرره- لذلك تكاتفت جهود« فلاسفة الأنوار" وجهود الماركسيين على إزاحة هذه العقبة الكأداء.‘. حتى كان شعار الثورة الفرنسية:( اشنقوا آخر ملك بأمعاء آخر قسيس).. وشعار الماركسيين:( الدين أفيون الشعوب).. كما شكل رجال الدين و الفقهاء في التاريخ الإسلامي و لا يزالون اكبر داعم لحكم الطواغيت المتألهين و السماسرة المتاجرين بقضايا الشعوب ..‘ وإلباس الحق بالباطل و تفريق الأمة الإسلامية الواحدة إلى ملل و شيع متفرقة... متناحرة ‘ باسها بينها شديد..!!؟ فمنذ استيلاء معاوية ابن أبي سفيان على الخلافة الإسلامية بالقوة و قيامه بتصفية أنصار علي بن أبي طالب بعد و فاة الرسول صلى الله عليه وسلم بحوالي 30 سنة.. شرﹼع الفقهاء المسلمون للطريقة العنيفة التي توخاها معاوية للإستيلاء على الحكم بالقوة و برروها شرعيا..!؟ كما شرعوا باسم الإجتهاد– منذ ذلك الحين - للمذاهب الفقهية و المدارس الإجتهادية التي فرقت المسلمين و قسمتهم إلى ملل و نحل متنافرة و متناحرة.. كل حزب بما لديهم فرحين!؟ و هم الذين شرعوا و يشرعون لمذاهب السنة و الشيعة و لمذاهب السلفيين الجهاديين قتلة الأبرياء من خلق الله..!؟ و هم الذين شرعوا و يشرعون للحركات الإسلامية المنادية بالديمقراطية الغربية و الإعراض عن قوانين الله الأزلية المفصلة في القرآن الكريم..!؟ و هم الذين يشرعون للأنظمة العلمانية التي تحكم العالم الإسلامي اليوم بتبريرات دينية و فقهية واجتهادية..!!؟ لذلك أصبح "الفقهاء الإسلاميون" يشكلون – كما شكل رجال الدين المسيحي- عقبة كأداء وخطيرة جدا أمام تحرر مجتمعاتنا الإسلامية من ربقة الإستعمار الحضاري الغربي و من الأغلال الفقهية التي صارت تكبل المواطن العربي المسلم بأثقال تدفعه دفعا إلى مكان سحيق من التخلف الفكري و الحضاري والإنحطاط الأخلاقي وانتهاج الدروشة أسلوبا لحياته مما جعله يعيش خارج الزمان و المكان حتى صار أضحوكة العالم يمتهن كل ما من شانه تسلية الإنسان الغربي ..!! بمبررات دينية و فقهية و اجتهادية ما أنزل الله بها من سلطان.!!؟ و توسيع قابلية المواطن العربي المسلم للنهب المحلي و الدولي والإستغلال المنظم برضى تام حتى غدا هذا المواطن فيئا يسيرا و أسيرا للجراثيم الفتاكة و كل الأمراض المزمنة وافتقاد الرجولة و الكرامة و الخضوع للإستبداد و الإستحمار الفكري في العصر الحديث..!؟

لقد ظلّ " المفكرون وزعماء الإصلاح " في البلاد الإسلامية يعتقدون ولا يزالون بأن الأنظمة والتشريعات السياسية والإجتماعية و الإقتصادية و غيرها.. هي التي ستنهض أمتهم الإسلامية من كبوتهم إذا ما اقتبسوها من المجتمعات الغربية المتقدمة، فاقتبسوا أنظمة الغرب وتشريعاته و لا يزالون، لكن دون جدوى...!؟ فالحال تزداد سوءا و انتكاسا على مر الأيام ..! وما دروا أنه على الرغم من تنوع الأنظمة والتشريعات لدى الشعوب المختلفة قامت الحضارات العديدة في التاريخ البشري.
إن القوانين والتشريعات ما هي إلا شكل من أشكال التنظم وتسهيل العلاقات الإنسانية في المجتمعات البشرية المختلفة‘وتنبع عادة من حاجيات هذه المجتمعات وطموحاتها و تعبر عن إرادة أبنائها.. وتنبثق عن منظوماتها القيمية والفكرية ومفاهيمها عن الكون والإنسان والحياة و معاييرها الدينية و الحضارية.. وليس هناك أي سند تاريخي أو واقعي يدل على أن الحضارة تبنى نتيجة لهذه القوانين والنظم والتشريعات البشرية و الوضعية..،وإنما هو إلتباس الأوضاع وضبابية الرؤيا.



رد على "أبو فانوس :

في فساد الاعتماد على التراث ؟
"لاعتماد الكلي على موروث خاص بنا للإقلاع الحضاري".؟
هذا ما بينت فساده و تعارضه حتى مع نصوص القرآن الكريم الذي ندعي اتباعه *. راجع مقالي : نحو بناء حضارة إسلامية بديلة ، منشور في الرابط التالي :
http://daawatalhak.elaphblog.com/posts.aspx?U=4211&A=61779
، إذ الله يذكر عباده دائما بضرورة التخلص من ميراث الآباء و الأجداد إذا ما أرادوا الاستنارة بآيات القرآن المجيد لتغيير نفوسهم و حياتهم نحو الأفضل ..

لأن تراث الآباء يصبح يشكل عوائق معرفية خطيرة أمام أي إنجاز حضاري إذا ما استعمل خارج سياقه التاريخي ...

و لا يشكل القرآن و آياته البينات تراثا حضاريا للعرب أو غيرهم بل يمثل بصائر للمؤمنين في كل زمان
و مكان لامتلاك القدرة على الإبصار الحقيقي لواقعهم
و حياتهم و تقدمها ... و لحقائق الحياة و تشعباتها و امتلاكا لميزان العدل و القسطاس المستقيم .

"مستعينين بكل ادوات العصر التي هي ليست ملكا خاصا لا للغرب و لا للشرق لكونها إرثا حضاريا بشريا "

إذ لا بد عند بحثنا لمجمل قضايانا أن نعود إلي ثوابتنا القيمية والحضارية و معاييرنا الإسلامية و موازيننا الربانية والتي يمكن اختزالها في آيات القرآن ، مستعينين في فك المستغلق من هذه الثوابت ـ إذا شئنا ـ بإنجازات كل الحضارات الإنسانية بدون استثناء دون إن يعيقنا ذلك عن المضي قدما في طريق بناء الحضارة الإسلامية الجديدة المتفوقة ..
مستفيدين مما يمكن الإستفادة منه ودون الارتهان لتلك الإنجازات قديمها وحديثها...!
و حاصل هذه الدراسة قد كشف لنا بما لا يدع مجالا للشك أن الحضارات الإنسانية تخضع في صيرورة نشوئها
و انقراضها – على اختلاف منظوماتها الفكرية و القيمية - إلى ثوابت و نواميس كونية أزلية عامة و مشتركة بين جميع البشر مهما اختلفت أديانهم و تنوعت ايديولجيتهم
وتفرقت أراضيهم و اختلفت أزمانهم ..، و إن إيجاد حضارة ما متطورة و متقدمة يبدأ بإيجاد الإنسان الذي يتبنى الأفكار و المفاهيم الراقية والمتقدمة..، فالله لن يغير ما بقوم حتى
﴿ يغيروا ما بأنفسهم﴾.. وان قانون تغيير ما بالنفوس البشرية لتغيير الواقع المادي والحضاري للشعوب.. قانون أزلي لم يشذ عنه حتى أتباع المادية التاريخية الذين ينظرون إلى المادة كونها أساس كل أمر في الحياة، وأن البشرية مسيرة في مختلف أطوارها بتأثير المادة فقط..!!؟ فالقوانين التي تتحكم حقيقة في أحداث التاريخ البشري و مجرياته .. وتوجه
مختلف تطوراته هي القوانين الكونية والأزلية التي سطرها الله في القرآن العظيم و يحكم بمقتضاها موجوداته و سائر مخلوقاته .. و ما على الإنسانية إلا العودة إلى كتاب ربها مباشرة إذا ما أرادت أن تهتدي و تنتظم أوضاعها و ينصلح حالها،و ليس إلى كتب رجال الدين من الفقهاء و الأحبار والرهبان * وهو ما نطلق عليه – التراث- * و الذين تكون تفسيراتهم وتأويلاتهم للنصوص المقدسة محكومة بمصالحهم و مصالح الطبقات التي يمثلونها أو الضاغطة عليهم سياسيا واقتصاديا و اجتماعيا..!


و المقال في نهاية الأمر يعالج قضية فكرية حضارية أما ما أشار إليه" أبو فانوس" : "اليست السياسة و الأبعاد الإستراتيجية هي التي تقود المجتمع "؟
فأقول أن الأنظمة السياسية هي وليدة "المنظومة الفكرية
و الحضارية "التي يتبناها المجتمع فإن صلحت "الفكرة "
صلحت السياسة و إن فسدت الفكرة انجر عنها فساد الأنظمة السياسية كالتي تقود المجتمعات العربية اليوم من خراب إلى خراب.. بفعل الأفكار التغريبية التي تتبناها و لا تزال تتبناها النخبة في الوطن العربي .. فالسياسة التي سلكها الرسول صلى الله عليه و سلم بالمدينة كانت وليدة منظومة القيم الفكرية التي بشر بها القرآن في المرحلة المكية ..

أليس كذلك ؟

جواب أبو فانوس :
استاذي الفاضل .. نعم اؤيدك هنا فيما ذهبت اليه في هذه اللفتة الكريمة .. ان الارث الفكري البشري ملك لجميع البشر و ليس حكرا لاحد دون سواه .. لان مجموعة القوانين الطبيعية هي اكتشافات مبنية على علوم السابقين . و لا خلاف البتة معك . اما ان السياسي و هو من يدير الدفة الفكرية في زمن ما له من القدرة و السلطة على تغيير " الحتمية التاريخية" في جدلية فعلية لكن الى حين و هذا ما ايدتني به من اثره على الفقهاء و رواة التاريخ و حتى مفسري النصوص " التاريخية و الدينية و حتى الفلسفية " و لا يمكن اعتبار تلك الفترة مرجعية حقة . الا انها صورة نظام و خلفية فكرية لمجتمع في تلك الحقبة " لاحظ الخدعة التي تمت من قبل ادارة بوش الابن و على مرأى العالم في جلسة مجلس الامن لتبرير غزو العراق و احتلاله بحجة اسلحة الدمار الشامل " فبتلك السطوة السياسية تم تغيير فكر العالم ضد نظام صدام و اشترك في الاحتلال 32 دولة و منها دل عربية . اذا .. ما قصدته .. انا و انت ان اي حقبة لها ابعاد مادية و فكرية من الاستبداد و المغالطات .. و هنا تكمن ايضا مشكلة علمية .. هل نقذف بكل ذاك الارث التاريخي ؟ ام على الباحثين التحقق من مصداقية الفكرة و الظرف المحيط ؟ لا نستطيع في المجمل الغاء الماضي و لا منجزاته بكل ما فيه , سلبا او ايجابا . حتى الاساطير ما هي الا تاريخ و ارث جمعي بشري .. نحترمه , لكن لا نقدسه . ندرسه و نتمعن فيه , كأثر و كموروث " له قيمة معينة " تافهة او ذات سمو فهذا امر اخر . و اذكر ما اثير حول كتاب طه حسين عن الادب الجاهلي . اذ انه اعتبر تاليفا محدثا ممن تلا تلك الفترة الجاهلية .. و كان في ذلك غمطا و ظلما للعرب قبل الاسلام و كانهم امة بلا وجود .. هل دققت معي في ذلك الهدف ؟؟ اما النصوص القرانية و ما قدمه الاولون من تفسيرات و ما استنبطوه من احكام .. فانها يا سيدي الفاضل من ارقى ما وصل الينا من فكر و حضارة و تمازج عقلي بين الامر الالهي و الفهم و الادراك الانساني . و هكذا كان الخلاف بين المذاهب لاختلاف الادراك و الاعتماد في النص .. فهمهم لا يعني ان نعطل ادوات ادراكنا و لا ايضا " رمي " ما اثروا به من روائع تشهد لهم بالتفوق و المقدرة . و اقبل عظيم احترامي

و كان ردي للمرة الثانية كالتالي :

هل نقذف بكل ذاك الارث التاريخي ؟ أم على الباحثين التحقق من مصداقية الفكرة و الظرف المحيط ؟

لا نستطيع في المجمل إلغاء الماضي و لا منجزاته بكل ما فيه ، سلبا أو إيجابا . حتى الأساطير ما هي إلا تاريخ و ارث جمعي بشري .. نحترمه، لكن لا نقدسه . ندرسه و نتمعن فيه، كأثر
و كموروث " له قيمة معينة " تافهة أو ذات سمو فهذا أمر أخر.
و اذكر ما أثير حول كتاب طه حسين عن الأدب الجاهلي . إذ انه اعتبر تأليفا محدثا ممن تلا تلك الفترة الجاهلية .. و كان في ذلك غمطا و ظلما للعرب قبل الإسلام و كأنهم امة بلا وجود ..

هل دققت معي في ذلك الهدف ؟؟

أما النصوص القرآنية و ما قدمه الأولون من تفسيرات و ما استنبطوه من أحكام .. فإنها يا سيدي الفاضل من أرقى ما وصل إلينا من فكر و حضارة و تمازج عقلي بين الأمر الإلهي و الفهم و الإدراك الإنساني. و هكذا كان الخلاف بين المذاهب لاختلاف الإدراك و الاعتماد في النص .. فهمهم لا يعني أن نعطل أدوات إدراكنا و لا أيضا " رمي " ما اثروا به من روائع تشهد لهم بالتفوق و المقدرة.

جوابي:


هل نقذف بكل إرثنا الحضاري ؟؟

إن بحثي قد انصب منذ البداية على النجاعة التاريخية للتراث و مدى اسهامه في بناء الحضارة الإنسانية الراهنة ... أما بحثك فالظاهر أنه قد انصب على أهمية التراث في حياة الشعوب... و الفرق شاسع جدا ..

"فالقيمة المعينة " للتراث الذي كنت قد أشرت إليها أنت لا تخرج عن إطار التسلية و الإخبار بما كان يعيشه شعب من الشعوب ... فإذا ما أراد عالم تطوير صاروخ حربي مثلا في العصر الحديث فهل يهمه مثلا معرفة كيف كان أجداده يحاربون ؟ حتما سينصب اهتمامه على معرفة آخر ما توصل إليه العقل البشري في هذا النوع من الصناعات الحربية
و سيصبح خبر الآلات العسكرية التي وظفها الأجداد في حروبهم من قبيل التسلية لا غير... ؟

فالمنجز الحضاري المستقبلي لأي أمة إنما ينطلق دائما و أبدا من المنجز الحضاري الإنساني الراهن و ليس من المنجز الحضاري الإنساني القديم.

"أما النصوص القرآنية و ما قدمه الأولون من تفسيرات و ما استنبطوه من أحكام .. فإنها يا سيدي الفاضل من أرقى ما وصل إلينا من فكر و حضارة و تمازج عقلي بين الأمر الإلهي و الفهم و الإدراك الإنساني." ؟؟؟ - كلام أبو فانوس –
و أنا أقول لك سيدي الكريم :
إن آيات القرآن المجيد ما هي إلا بصائر للناس و هدى و رحمة للعالمين... و معايير يعير الله بها سلوك عباده في هذه الحياة الدنيا
و سيحاسبون طبقا لتلك المعايير يوم يقوم الناس لرب العالمين...

فما الذي يهمني : كيف أبصر أبو حنيفة القمر في عصره و هل زاد ذلك في إيمانه أم لا ؟ أم أن إعجابه بالقمر جعله يشرك بالله
و يتخذ من الشمس و القمر و النجوم ... آلهة له يسجد لها من دون الله ؟؟

و ما الذي يهمني من صلاته و صيامه و قيامه ؟ هل كانت حسب ما يرضي الله أم كانت عباداته جالبة لنقمة الله ...؟
أنا أملك كل المعايير الصحيحة لمختلف أنواع السلوك البشري في كتاب معجز لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه ... فما الذي يهمني من حكايات متناقضة ، متضاربة ... تصور لي زيدا ملاكا حينا و شيطانا مريدا أحيانا أخرى ... فكما قال الله عز وجل في محكم آياته " تلك أمة قد خلت لها ما كسبت و لكم ما كسبتم و لا تسألون عما كانوا يعملون ".

فالله الذي يهمني رضاه و غضبه قد أنزل لي من الآيات البينات التي توضح لي " كل ما يرضيه و كل ما يغضبه ".

إن التراث الإسلامي / التراث الإنساني هو الذي لا يزال يقف حجرة عثرة أمام أي تقدم حضاري للعرب و المسلمين .. حتى إننا لا نزال " نعتمد على الغرب من الإبرة إلى الصاروخ " كما صرح أحد دراويش الإسلام .

بل إن التراث الفقهي و الذي كنت قد أشرت إليه ب" أرقى ما وصل إلينا من فكر" هو الذي لا يزال يساهم بقسطه في تقسيم واقع العرب و المسلمين الراهن إلى فرق و أحزاب متناحرة ، و دويلات ضعيفة متخلفة على كل الأصعدة الحضارية و السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية و العلمية و غيرها ، مما جعلنا أضعف الأمم على الإطلاق في العصر الحديث و أكثرها تخلفا حضاريا ...

كما أن هذا الفقه هو الذي لا يزال يفرخ مهازل رجال الدين في عصرنا الحاضر و فتاويهم التي حولتنا إلى أضحوكة العالم المتقدم .. ؟؟
و تقبل اعتذاري لتأخري في الرد على مداخلتك.

أخوك : محمد بن عمر – تونس
Mohamedsalembenamor21@yahoo.fr
0021693833734












مفهوم العالم قد حدده الله الذي يعلم السر في السماوات و الأرض "
و الراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا " فالعالم الحق هو الذي يؤمن بالقرآن كله أما غير القرآن فلا يجوز الإيمان به مطلقا لأنه مهما كان مصدره فهو فهو نسبي ... و القرآن يتضمن سيرة الرسول صلى الله عليه و سلم بكل تفاصيلها فما حاجة العالم بسيرة كتبت و نقلت بعد وفاة الرسول صلى الله عليه و سلم بعشرات السنين ؟؟؟ إنكم قوم تجهلون يا مدعي أهل السنة ... ؟ و اهل الشيعة ..؟
ويحكم جميعا ..أراكم جميعا قد وقعتم في معصية الله و قد وقعتم فيما وقع فيه اليهود و النصارى من قبلنا فقد " اتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله و المسيح بن مريم و ما أمروا إلا ليعبدوا إلاها واحدا لا إلاه إلا هو سبحانه و تعالى عما يشركون "
و تشركون بالله أيها المسلمون و قد قال ربكم :" تلك أمة قد خلت لها ماكسبت و لكم ماكسبتم و لا تسألون عما كانوا يعملون " صدق الله العظيم.
.. فما يهمكم من أمر جميع هؤلاء الذين تمدحون أو تقدحون .. فالله وحده حسيبهم يوم القيامة و لكم أعمالكم ستسألون عنها يوم يفر المرء من أخيه و أمه و أبيه ... " و ما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى " ألا إني أتبرأ منكم جميعا " سنة و شيعة " إن بقيتم على شرككم بالله الواحد الأحد .
رابط حوار الجهل :
http://redareda.elaphblog.com/posts.aspx?U=459&A=5255